معارف إِلٰهيَّة : (172) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
06/07/2024
الدرس ( 172) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة السَّابعة : / دخول طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام في شراشر جملة العوالم والمخلوقات / / الطَّائفة السَّابعة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... أنا أُنَبِّئُكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكم بإِذن رَبِّي ، وَأَنا عَالِم بضمائر قلوبكم ، والأَئِمَّة مِنْ أَولادي عليهم السلام يعلمون ويفعلون هذا إِذا أَحَبُّوا وَأَرادوا ؛ لأَنَّا كُلّنا واحد ...»(1). ثانياً : ما تقدَّم من بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن أَبي عبداللّٰـه عليه السلام ، قال : «أَنَّ جويريَّة بن مسهَّر العبديّ خاصمه رَجُلٌ في فرسٍ أُنثىٰ ، فادَّعيا جميعاً الفرس، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أَلواحدٍ منكما الْبَيِّنَة؟ فقالا : لا . فقال لجويريَّة : أَعطه الفرس ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، بلا بيِّنة ؟ فقال له : واللّٰـه لأَنَا أَعلم بِكَ مِنكَ بِنَفْسِكَ ، أَتنسىٰ صنيعك بالجاهليَّة الجهلاء ، فأخبره بذلك»(2). ثالثاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «لو كُشف الغطاء ما ازددت يقيناً»(3). رابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «... سلوني قبل أَنْ تفقدوني ، إِنِّي بطُرق السَّمآء أَعلم من العَالِم بطُرق الأَرض ...»(4). خامساً : بيان الإِمام الحسن المجتبىٰ عليه السلام : «... ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم الَّذي لم يطَّلع عليه ملك مُقرَّب ولا نبيّ مرسل غير مُحَمَّد وذرِّيَّته»(5). سادساً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... ما يخفىٰ عَلَيَّ شيء من بلادكم»(6). ودلالتها قد اِتَّضحت ، وصارت كالشَّمس الضَّاحية ؛ فإِنَّه إِضافة إِلى ما تقدَّم في الإِستدلال على الطَّائفة المُتقدِّمة وغيرها تقدّم أَيضاً في بعض الطَّوائف السَّابقة : أَنَّه لَـمَّا كانت طبقات حقائق ذوات أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة فانية في حكاية الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة انعكست فيها جميع شؤون وصفات وأَسمآء الذَّات المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة ، منها : أَنَّ الذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة وشؤونها وصفاتها وأَسمآئها وأَفعالها تتَّصف باللَّطافة ، ومن شؤون اللَّطيف : أَنَّه : (داخل في المخلوقات ، لكن لا بالمزاولة والممازجة ، وخارج عنها ، لكن لا بالمزايلة والمفارقة) ، فيكون نافذاً ومهيمناً ومحيطاً بجملة شراشر ظواهر المخلوقات وبواطنها ولو كانت بمقدار مثقال حبَّة من خردل ، كذلك حال طبقات حقائق ذوات أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ، وتتبعها طبقات حقائق ذواتهم عليهم السلام المتوسِّطة والنَّازلة ، فهي داخلة في جملة شراشر المخلوقات ، وتعلم ظواهرها وبواطن بواطنها وأَسرارها ، بل وما خفي على نفس المخلوقات من ذواتها وأَسرارها وخفاياها ، وجميع شراشرها وجزئيَّاتها وذرَّاتها. / أَنواع الإِحاطة / ثُمَّ إِنَّه ينبغي الإِلتفات : أَنَّ الإِحاطة على أَنحاء ثلاثة : أَحدها : الإِحاطة الماديَّة الجغرافيَّة. وهذه تُحيط بالسطح والظاهر فقط . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 26 : 6/ح1. (2) بصائر الدرجات ، 1 : 483/ ح895 ـ 11. (3) بحار الأَنوار ، 40 : 153. (4) المصدر نفسه ، 53 : 81/ ح86. (5) بحار الأَنوار ، 43 : 328/ح7. (6) بصائر الدرجات ، 2 : 345/ح1576 ـ 7