معارف إِلٰهيَّة : (174) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
08/07/2024
الدرس ( 174) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثَّامنة : / معرفة اللَّه مُتوقِّفة على معرفة أَهل البيت عليهم السلام / / الطائفة الثَّامنة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... معرفتي بالنورانيَّة معرفة اللّٰـه (عزَّوجلَّ) ، ومعرفة اللّٰـه (عزَّوجلَّ) معرفتي بالنَّورانيَّة ، وهو الدِّين الخالص الَّذي قال اللّٰـه تعالىٰ : [وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ] (1)...»(2). ثانياً : بيان الإِمام العسكري عليه السلام ، عن أَبي هاشم الجعفريّ ، قال : «كُنتُ عند أَبي محمَّد عليه السلام فسأله محمَّد بن صالح الأَرمني عن قول اللّٰـه : [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا] (3) قال أَبو محمَّد عليه السلام : ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف ، وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدرِ أَحَدٌ مِنْ خالقه ، ولا مَنْ رازقه. قال أَبو هاشم: فجعلتُ أَتَعَجَّب في نفسي من عظيم ما أَعطىٰ اللّٰـه وليَّه ، وجزيل ما حمَّله ، فَأَقبل أَبُو محمَّد عَلَيَّ فقال : الأَمر أَعجب مِمَّا عجبتَ منه يا أَبا هاشم وأَعظم! ما ظنُّكَ بقومٍ مَنْ عرفهم عرف اللّٰـه ، وَمَنْ أَنكرهم أَنكر اللّٰـه ؟ فلا مؤمن إِلَّا وهو بهم مُصَدِّق ، وبمعرفتهم موقن»(4). ودلالتهما قد اِتَّضحت مِمَّا تقدَّم ، وأَصبحت أَجلىٰ من الشَّمس في رابعة النَّهار ؛ فإِنَّ طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ؛ وتتبعها طبقات حقائقهم (صلوات اللّٰـه عليهم) المتوسطة والنَّازلة ؛ لَـمَّا كانت خالصة من شائبة الأَنا ، وقد فنيت ماهيَّاتها وحقائقها وذواتها في الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة فناء حكاية ، كما أَشارت إِلى ذلك بيانات الوحي ، منها : بيانهم عليهم السلام المُتَقدِّم الذكر : «... هو نحن ، ونحن هو»(5). فلا تُري ولا تحكي نفسها ، بل محكيِّها ، كالمرآة شديدة الصَّقل والصَّفاء والاِنْعِكَاس اِنْعَكَسَتْ فيها جملة شؤون وصفات وأَسمآء الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وحينئذٍ تكون ـ بعد الاتحاد في الحكاية ـ معرفة المخلوق لطبقات حقائق ذوات أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة معرفة للّٰـه (تبارك وتعالىٰ) ، ومعرفته (جلَّ جلاله) معرفة لأَهل البيت عليهم السلام بلحاظ طبقات حقائق ذواتهم الصَّاعدة فضلاً عن النَّازلة والمتوسطة. وقس على نقيضه حال من أَنكرهم صلوات اللّٰـه عليهم ، وقصَّرَ في معرفتهم ؛ فإِنَّه إِنكار للّٰـه (جلَّ شأنه) ، وتقصير في معرفته (جلَّ قدسه). فتدبَّر جيِّداً. / مشيئة أَهل البيت عليهم السلام تجلِّي لمشيئة اللّه / / الطائفة التَّاسعة ، ويُمثِّلها : / بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... ونحن إِذا شئنا شاء اللّٰـه ، وَإِذا كرهنا كره اللّٰـه ، الويل كلّ الويل لِـمَنْ أَنكر فضلنا وخصوصيَّتنا ، وما أَعطانا اللّٰـه ربُّنا؛ لأَنَّ مَنْ أَنكر شيئاً مِمَّا َأعطانا اللّٰـه فقد أَنكر قدرة اللّٰـه عزَّوجلَّ ومشيته فينا ...»(6). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البينة : 5. (2) بحار الأَنوار ، 26 : 1 ـ 2/ح1. (3) الأعراف : 172. (4) بحار الأَنوار ، 5 : 260/ح76. كشف الغمة : 306. (5) مصباح الهداية : 114. (6) بحار الأَنوار ، 26 : 7/ح1