الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (177) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (177) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

11/07/2024


الدرس ( 177) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة العاشرة : / تفويض جملة أُمور الخلائق لأَهل البيت عليهم السلام / / الطائفة العاشرة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «لو أُهْدِيَ إِلَيَّ كراع لقبلتُ ، وكان ذلك من الدِّين ، ولو أَنَّ كافراً أَو منافقاً أَهدىٰ إِلَيّ وسقاً ما قبلتُ ، وكان ذلك من الدِّين ...»(1). ثانياً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ،عن إِسماعيل بن عبد العزيز ، قال : «إِنَّ رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله كان يفوَّض إِلَيه ، إِنَّ اللّٰـه تبارك وتعالىٰ فَوَّضَ ... إِلى مُحَمَّد صلى الله عليه واله نبيّه فقال : [مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا] (2)، فقال رَجُلٌ: إِنَّما كان رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله مفوَّضاً إِليه في الزرع والضَّرع ، فلوَّىٰ جعفر عليه السلام عن عنقه مغضباً ، فقال : في كلِّ شيء ، واللّٰـه في كلِّ شيء»(3). ودلالتهما قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّه بعدما كانت طبقات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الصَّاعدة وتتبعها طبقات حقيقة ذاته صلى الله عليه واله المتوسطة والنَّازلة رأس هرم طبقات حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) ؛ وبعد اتحادها والذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة حكاية لا تشخُّصاً ؛ فصارت اِنعكاساً لساحة القدس الإِلٰهيَّة كان كُلُّ ما يصدر من طبقات حقيقته صلى الله عليه واله المُقدَّسة صادراً عن الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، ومن ثَمَّ يكون سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله مُفوَّضاً إِليه من قِبَل ساحة القدس الإِلٰهيَّة في كلِّ شيءٍ ؛ سوآء أَكان في عالم تشريع الأَحكام الإِلٰهيَّة أَم في غيرها. وحيث إِنَّ الثابت في بيانات الوحي : أَنَّ كل ما اعطي لسيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله من مقامات وفضائل وكمالات وشؤون الهية اعطي لأَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ـ إِلَّا ما خرج بالدليل ( النبوة والازواج ) ـ يثبت أَنَّ سائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم مُفوَّض إِليهم من قِبَل ساحة القدس الإِلٰهيَّة في كلِّ شيءٍ أَيضاً ؛ سوآء أَكان في عالم تشريع الأَحكام الإِلٰهيَّة أَم في غيرها. / حدّ ماهيَّة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام / / الطائفة الحادية عشرة ، ويُمثِّلها : / بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... الإِمام ... البحر الَّذي لا ينزف ... مهيمن اللّٰـه على الخلائق ، وأَمينه على الحقائق ... ظاهره أَمر لا يُمْلك ، وباطنه غيب لا يُدرك ... بشر ملكيّ ، وجسد سماويّ ، وأَمر إِلٰهيّ ، وروح قدسي ، ومقام عَلِيّ ، ونور جليّ ، وسرّ خفيّ ، فهو ملك الذَّات، إِلٰهيّ الصِّفات ... خلقهم اللّٰـه من نور عظمته ، وولَّاهم أَمر مملكته ، فهم سرّ اللّٰـه المخزون ... ومبدء الوجود وغايته ، وقدرة الرَّبّ ومشيئته ... والأَسرار الإِلٰهيَّة المودعة في الهياكل البشريَّة ...»(4). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 16 : 373/ح83. (2) الحشر : 7. (3) بحار الأَنوار ، 17 : 9/ح16. بصائر الدرجات : 111 ـ 112. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38