معارف إِلٰهيَّة : (180) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
14/07/2024
الدرس ( 180) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثَّانية عشرة : / أَهل البيت عليهم السلام سفينة نوح والبيت المعمور/ / الطائفة الثَّانية عشرة ، ويُمثِّلها : / 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «مثل أَهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح مَنْ ركبها نجا ، ومن تخلَّف عنها زخ في النَّار»(1 ). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... ونحن البيت المعمور الَّذي مَنْ دخله كان آمناً ...»(2). ودلالتهما قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ السَّالك لمسلك أَهل البيت عليهم السلام ـ بعدما كانت طبقات حقائقهم عليهم السلام الصَّاعدة وتتبعها طبقات حقائقهم عليهم السلام المتوسطة والنَّازلة هي : الأَعلىٰ ، والأَشدُّ بالسَّاحة الإِلٰهيَّة نوطاً والتصاقاً ، ونظام عوالم الوجود على الإِطلاق ، ووسائط الفيض الإِلٰهيّ الحصريَّة ، والوسيلة الإِلٰهيَّة الوحيدة الموصلة لساحة القدس الإِلٰهيَّة ، ووجه اللّٰـه والسَّبيل والسَّبب والباب والحجاب الفارد ، والرباط الإِلٰهيّ الأَدنىٰ بين الخالق (جلَّ جلاله) وسائر العوالم وكافَّة المخلوقات وفي جملة النَّشَآت ـ كراكب سفينة نوح المنجية من الهلكة ؛ فيرىٰ راكبها سبلها لائحة ، وطرقها واضحة ، وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة ، وأَصوات الدَّاعين إِلى الفوز والنجاح في مناهجها مسموعة ، الموصلة في سلوك شوارعها إِلى رياض نضرة ، وحدائق خضرة مُزيَّنة بأَزهار كلّ علمٍ ، وثمار كلّ حكمةٍ ، ويبصر في طيِّ منازلها طُرقاً مسلوكة معمورة ، موصلة إِلى كلِّ شرفٍ ومنزلةٍ ، فلم يعثر على حكمةٍ إِلَّا وفيها صفوها ، ولم يظفر بحقيقةٍ إِلَّا وفيها أَصلها. وداخل في البيت المعمور المشحون بذخائر السَّعادات ، المُزيَّن بالنيِّرات المنجية عن ظلم الجهالات ، والمُورِث للنجاة من غياهب الشرك والكفر والضلال والزيغ والانحراف ، المؤدِّي إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة ورضا الرحمٰن ، المُورِث للنعيم المقيم. وقس على نقيضه نفوس مَنْ شَحَّت عن سلوك سُبُل تلك الطَّبقات الشَّريفة. / أَمير المؤمنين عليه السلام باب مدينة العلم والحكمة والفقه لجملة العوالم والمخلوقات/ / الطائفة الثالثة عشر ، ويُمثِّلها : / 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «أَنَا مدينة العلم وَعَلِيّ بابها ، وقد أَوجب اللّٰـه على خلقه الاستكانة لِعَلِيّ عليه السلام بقوله : [ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ] (3)»(4). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 23 : 122/ح45. عيون الأَخبار : 196. صحيفة الرضا عليه السلام : 22. (2) بحار الأَنوار ، 56 : 197/ح62. (3) البقرة : 58. (4) بحار الأَنوار ، 24 : 203