الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (182) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (182) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

19/07/2024


الدرس ( 182) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثالثة عشرة ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : (أَمير المؤمنين عليه السلام باب مدينة العلم والحكمة والفقه لجملة العوالم والمخلوقات) ، وصل الكلام الى العنوان التالي : / جملة علوم طُرّ المخلوقات وفي كافَّة العوالم لا تكون إِلاَّ بأَمير المؤمنين عليه السلام/ وممَّا تقدَّم يتَّضح : الجمّ الغفير من بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام ، مخاطباً كميل بن زياد : «يا كميل ، ما مِنْ علم إِلَّا وأَنا أفتحه ...»(1). ثانياً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «علم ما كان وما يكون كُلّه في القرآن الكريم ، وعلم القرآن كُلّه في سورة الفاتحة ، وعلم الفاتحة كُلّه في البسملة منها ، وعلم البسملة كلّها في بائها ، وأَنَا النقطة تحت الباء»(2). ثالثاً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «... ليس أَحَد عنده علم شيءٍ إِلَّا خرج من عند أَمير المؤمنين عليه السلام ؛ فليذهب النَّاس حيث شاءوا ، فواللّٰـه ليأتين الأَمر هٰهنا. وَأَشار بيده إلى صدره»(3). رابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «أَمَا إِنَّه ليس عند أَحَدٍ علم وَلَا حَقّ وَلَا فتيا إِلَّا شيء أُخذ عن عَلِيّ بن أَبِي طالب عليه السلام ، وَعَنّا أَهل البيت ، وما مِنْ قضاءٍ يُقْضَىٰ بِهِ بحقٍّ وصوابٍ إِلَّا بدء ذلك ومفتاحه وسببه وعلمه مِنْ عَلِيٍّ عليه السلام وَمِنّا. فإِذا اختلف عليهم أَمرهم قاسوا وعملوا بالرأي ، وكان الخطأ مِنْ قِبَلهم إِذا قاسوا ، وكان الصَّواب إِذا اتَّبعوا الآثار من قِبَلِ عَلِيّ عليه السلام »(4). خامساً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «كُلُّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل»(5). سادساً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... أعلم ما في المشرق والمغرب ، وَمَا في السَّماوات والأَرض ، وَمَا في البرِّ والبحر وعدد ما فيهنَّ ، وليس ذلك لإِبليس وَلَا لملك الموت»(6). سابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «... فكُلُّ علمٍ خرج إِلى أَهل السَّماوات والأَرض فمنَّا وعنَّا ...»(7). ودلالتها قد اِتَّضحت أَيضاً ، فإِنَّه إِضافة إِلى إِطلاقها وما تقدَّم بيانه دالَّة بقرينة ما تقدَّم أَنَّه لا يوجد علمٌ ولا حقٌّ ولا فتيا ولا صوابٌ من بداية الخلقة إِلى ما لا نهاية له ، لدىٰ كُلّ العوالم وجميع المخلوقات إِلَّا وكان أَمير المؤمنين وسائرأَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم هم العلل الفاعليَّة لها ؛ لكون طبقات حقائقهم عليهم السلام الصَّاعدة هي الصِّفات والأَسمآء الإِلٰهيَّة ، كـ : الاسم الإِلٰهيّ : (الوهاب ، والعليم ، والهادي ، والمغني ، والنَّافع ، والنُّور ، والوارث ، والرشيد) ، ووسائط الفيض الإِلٰهيَّة ، والعلل التَّكوينيَّة الفاعليَّة الإِلٰهيَّة ، والأَسباب الإِلٰهيَّة التَّكوينيَّة ، يُفاض من خلالها كُلّ خيرٍ وعلمٍ وحكمةٍ وحقٍّ وفتيا وصوابٍ ؛ على طُرِّ العوالم وجملة المخلوقات من بداية الخلقة والوجود إِلى ما لا نهاية ، في هذه النَّشْأة وفي سائر النَّشَآت . ومنه يتَّضح : ما تقدَّم من بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... وأَنا النقطة تحت الباء» ، أَي : (باء الاستعانة) ؛ فعلم ما كان وما يكون كلّه موجود في القرآن الكريم ، وعلم القرآن كلّه في سورة الفاتحة ، وعلم الفاتحة كلّه في البسملة منها ، وعلم البسملة كُلّه في بائها ، وأَمير المؤمنين هو : (باء الاستعانة) ، أَي : أَنَّه عليه السلام هو : النقطة والمحور والوسيلة والباب الَّذي لا يمكن لأَحدٍ قَطُّ ـ سواء أ كان نبيّاً مرسلاً أَم ملكاً مُقرَّباً أَم مؤمناً ممتحناً ـ في جملة العوالم والنَّشَآت إِحتواء خيرٍ ووحيٍّ وعلمٍ وحكمةٍ وحقٍّ وفتيا حقَّةٍ وصوابٍ وهلمَّ جرّاً إِلَّا بعد التَّوسُّل والتَّشَبُّت والاستعانة بطبقات حقيقته ؛ وطبقات حقائق سائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم، وإِلَّا فشطط كلام وشطح مقال ، شعر المخلوق بذلك أَم لا. / وحي القرآن لا يكون إِلاَّ من طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام/ ومنه يتَّضح : أَنَّ ما يأتي به جبرئيل عليه السلام من وحي لا يكون إِلَّا بتوسُّط طبقات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المتوسطة ؛ لأَنَّها المنبع ، وبتوسط طبقات حقيقة أَمير المؤمنين وسائرأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) المتوسُّطة أَيضاً ؛ لأَنَّها باب ذلك المنبع المُقدَّس الكريم الشَّريف. بل الوحي الصَّاعدة ـ وحي (روح القدس) حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ـ لا يكون منبعه إِلَّا الطَّبقات الصَّاعدة لذات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وباب إِفاضته ونزوله على مراتب طبقات ذات سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المُتوسِّطة لا يكون إِلَّا طبقات حقائق ذات أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت عليه السلام الصَّاعدة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه ، 74 : 266 ـ 277/ح1. بشارة المصطفىٰ : 29. (2) مشارق أَنوار اليقين : 25. (3) بحار الأَنوار ، 2 : 94/ح34. بصائر الدَّرجات ، 1 : 46/ح55. (4) بحار الأَنوار ، 2 : 95/ح36. (5) مختصر البصائر : 198/ح179 ـ 20. (6) بحار الأَنوار ، 63 : 275 ـ 276/ح163. دلائل الإِمامة : 125. (7) بحار الأَنوار ، 25 : 24/ح41