الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (183) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (183) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

20/07/2024


الدرس ( 183) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثالثة عشرة ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : (أَمير المؤمنين عليه السلام باب مدينة العلم والحكمة والفقه لجملة العوالم والمخلوقات) ، وصل الكلام الى العنوان التالي : / وحي القرآن لا يكون إِلاَّ من طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام/ ومنه يتَّضح : أَنَّ ما يأتي به جبرئيل عليه السلام من وحي لا يكون إِلَّا بتوسُّط طبقات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المتوسطة ؛ لأَنَّها المنبع ، وبتوسط طبقات حقيقة أَمير المؤمنين وسائرأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) المتوسُّطة أَيضاً ؛ لأَنَّها باب ذلك المنبع المُقدَّس الكريم الشَّريف. بل الوحي الصَّاعدة ـ وحي (روح القدس) حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ـ لا يكون منبعه إِلَّا الطَّبقات الصَّاعدة لذات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وباب إِفاضته ونزوله على مراتب طبقات ذات سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المُتوسِّطة لا يكون إِلَّا طبقات حقائق ذات أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت عليه السلام الصَّاعدة. بل الوحي الصَّاعدة ـ وحي (روح القدس) حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ـ لا يكون منبعه إِلَّا الطَّبقات الصَّاعدة لذات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وباب إِفاضته ونزوله على مراتب طبقات ذات سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المُتوسِّطة لا يكون إِلَّا طبقات حقائق ذات أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة. بل وحي القرآن الكريم بطبقته الصَّاعدة ـ أَي : طبقة (روح القدس) و(الروح الأَمري) ـ فضلاً عن النَّازلة لا يكون إِلَّا شيء يسير وشعاع نازل من أَشعَّة نور وبحور وحي ذوات وحقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الطمطامة المُتلاطمة وغير المتناهية أَبد الآباد ودهر الدُّهور. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الحسن العسكري صلوات اللّٰـه عليه : «قد صعدنا ذرىٰ(1) الحقائق بأَقدام النُّبُوَّة والولاية ، ونوَّرنا(2) سبع طبقات أَعلام الفتوىٰ بالهداية، فنحن ... غيوث الندىٰ ... وروح القدس في جنان الصَّاقورة(3) ذاق من حدائقنا الباكورة ...»(4). وسيأتي (إِنْ شآء اللّٰـه تعالىٰ) توضيح وشرح هذا البيان الوحيانيّ الشَّريف في الطَّائفة الخامسة عشرة ، فانتظر هنيئة. وعليه : فوحي القرآن الكريم ـ سوآء أَكان الوحي النَّازل عن طريق جبرئل عليه السلام ، أَو الوحي الصَّاعدة عن طريق (روح القدس) ـ من سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ؛ لكونه صلى الله عليه واله قمَّة الهرم ، إِلى سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ونفسه الجزئية وبدنه الشريف في النشاة الارضية . فتدبَّر جيداً. وهذه وغيرها نكات بكر ما فُضَّت من قبل قَطُّ ، خذها واغتنم ، وعظ عليها بضرس قاطع تربت يداك. / أَهل البيت عليهم السلام مُعلِّمون إِلهيُّون لجملة الخلائق وفي كافَّة العوالم/ وهكذا تتَّضح : بيانات الوحي الشَّريفة الأُخرىٰ ، منها : أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... إِنَّ اللّٰـه تعالىٰ خلقني وخلق عليّا عليه السلام قبل أَنْ يخلق آدم ... ثُمَّ خلق الملائكة فسبَّحنا وسبَّحَت الملائكة ، فهلَّلنا فهلَّلت الملائكة ، وكبَّرنا فكبَّرت الملائكة ، وكان ذلك بتعليمي وتعليم عَلِيّ ، وكان ذلك في علم اللّٰـه السَّابق : أَنَّ الملائكة تتعلَّم مِنَّا التَّسبيح والتَّهليل، وكلّ شيءٍ يُسَبِّح للّٰـه ويُكبِّره ويُهلِّله بتعليمي ، وتعليم عَلِيّ ...»(5). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الذُّرىٰ : جميع الذُّرْوَة ، وهو : العلو. والمكان المرتفع. وأَعلىٰ الشيء وقمَّته. (2) في نسخة : (ونوَّرنا سبع طبقات النُّبوَّة والهداية). وفي أُخرىٰ : (سبع طبقات أَعلام الفتوة والهداية). (3) في نسخة : (الصَّاغورة). (4) بحار الأَنوار ، 26 : 264 ـ 265/ح50. (5) المصدر نفسه : 345 ـ 346/ح18. إِرشاد القلوب : 215 ـ 216