معارف إِلٰهيَّة : (185) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
22/07/2024
الدرس ( 185) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة التالية : / لو علمت المخلوقات كيف كان بدء الخلقة لَمَا وقع الخلاف والإِختلاف بينهم/ / الطَّائفة الرَّابعة عشرة ، ويُمثِّلها : / بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «يهلك أَصحاب الكلام ، وينجو المُسَلِّمون ؛ إِنَّ المُسَلِّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد ، وهذا لا ينقاد. أَمَا واللّٰـه ، لو علموا كيف كان أَصل الخلق ما اختلف اثنان»(1). ودلالته قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ أَصحاب علم الكلام ومن جرىٰ على شاكلتهم كالفلاسفة والعرفاء والصُّوفيَّة أَسَّسوا بعقولهم النَّاقصة أُصولاً ، وقالوا : هذا الكلام ينقاد ويستقيم ويجري على أُصولنا ، وهذا الكلام لا ينقاد ولا يستقيم ولا يجري على أُصولنا ، لكنَّهم لو علموا كيفية بدؤ الخليقة وأَنَّ الأَصل فيها أَهل البيت عليهم السلام ـ كما تقدَّم ـ لالتجأوا إِلى علومهم (صلوات اللّٰـه عليهم) ، وما اختلفوا في شيءٍ ، فلجهلهم بأَصل الخلقة وحقيقة أَهل البيت عليهم السلام وما تقدَّم بيانه وما سيأتي (إِنْ شاء اللّٰـه تعالىٰ) يُثبتون بعقولهم أُصولاً باطلة تنشأ منها مُقدِّمات فاسدة ، يبنون عليها علومهم ومعتقداتهم ، لكنَّهم لو كانوا يعلمون كيفيَّة الخلق وأَصله ؛ وكيفيَّة إِفاضة وحصول العلم والمعلومة ، ومركزيَّة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم في تزريقها وبثِّها ونشرها على جملة المخلوقات وفي كافَّة العوالم لَـمَا اختلفوا ولا تنازعوا ، ولم يتعرَّضوا لفهم ما لم يُكلَّفوا بفهمه ، ولا يُحيط به علمهم ، ولِاعترفوا بعجزهم وقصور مداركهم ، ولَـمَا ارتطموا بأُمورٍ عرَّضوا من خلالها أَنفسهم للوقوع في الهلكة ، والنَّاجي مَنْ سلَّم باطنه وظاهره لعلوم أَهل البيت الأَطهار صلوات اللّٰـه عليهم ، ونشب أَظفاره بها بكلِّ ما أُتي من قوَّةٍ ، وأَخذ وتعبَّد والتصق بها التصاق متين ؛ كـ : التصاق عرق الوريد بالبدن ، واللَّحم باللَّحم ، والجلد بالجلد. / وحي القرآن شعاع من بحور وحي حقائق أَهل البيت عليهم السلام / الطَّائفة الخامسة عشرة ، ويُمثِّلها : بيان الإِمام الحسن العسكري عليه السلام : «قد صعدنا ذرىٰ(2) الحقائق بأَقدام النُّبُوَّة والولاية ، ونوَّرنا(3) سبع طبقات أَعلام الفتوىٰ بالهداية ، فنحن ... غيوث الندىٰ ... وروح القدس في جنان الصَّاقورة(4) ذاق من حدائقنا الباكورة ...»(5). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 2 : 132/ح23. (2) الذُّرىٰ : جميع الذُّرْوَة ، وهو : العلو. والمكان المرتفع. وأَعلىٰ الشيء وقمَّته. (3) في نسخة : (ونوَّرنا سبع طبقات النُّبوَّة والهداية). وفي أُخرىٰ : (سبع طبقات أَعلام الفتوة والهداية). (4) في نسخة : (الصَّاغورة). (5) بحار الأَنوار ، 26 : 264 ـ 265/ح50