الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (188) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (188) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

24/07/2024


الدرس ( 188) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة السَّادسة عشرة ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : (حقائق أَهل البيت عليهم السلام محيطة بظواهر وبواطن جميع ما نزل من وحي السَّمآء) ، وصل الكلام الى العنوان التالي : / الإِمام عليه السلام عَالِمٌ قبل المحو بما سيحدث بعده / وينبغي الالتفات : أَنَّه ليس المراد من بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه ـ المتقدم ـ : «ولولا آية في كتاب اللّٰـه عزَّوجلَّ لأَخبرتكم بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية : [يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ] » أَنَّ أَمير المؤمنين عليه السلام لا يعلم قبل المحو بما سيُثبته اللّٰـه ـ المُسَمَّىٰ ـ عزَّوجلَّ بعد المحو، وإِنَّما مراده صلوات اللّٰـه عليه : أَنَّ الحكمة الإِلٰهيَّة اقتضت أَنَّ بعض الأُمور والمعارف والأَحكام الإِلٰهيَّة تجري على هذا النحو ، ولو أَخبرتكم بما سيحصل بعد المحو في مُستقبل الأُمور لبطلت تلك الحكمة الإِلٰهيَّة ، فحفاظاً على تلك الحكمة الإِلٰهيَّة أَنا لا أُخبركم بذلك. والدَّليل : ما تقدَّم من بيانات وحيانيَّة ؛ وأَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت عليه السلام الصَّاعدة انعكست فيها جميع صفات وأَسمآء وشؤون الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة إِلَّا الأُولوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً ، ومن تلك الصِّفات والشؤون الإِلٰهيَّة المُنعكسة في حقائقهم عليهم السلام: علمهم بما كان وما سيكون بعد المحو. بل نفس قوله عليه السلام : «ولولا آية في كتاب اللّٰـه عزَّوجلَّ لأَخبرتكم بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة» دالٌّ بوضوح على أَنَّ علم ذلك موجود عنده صلوات اللّٰـه عليه ، لكن الحكمة الإِلٰهيَّة الكاشف عنها بيان قوله تعالىٰ: [يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ] هي المانعة من إِصحاره عليه السلام بما سيثبته الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ تقدَّس ذكره بعد المحو. بل كيف وحقيقة (أُمّ الكتاب) هي أَحد طبقات حقيقته وحقائق سائر أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ؛ في عَالَم الأَسمآء والصِّفات الإِلٰهيَّة ؛ عَالَم السرمد والأَزل ، والمُعبَّر عنه في بيانات الوحي ـ كهذا البيان الشَّريف ـ بعنوان : (عنده). فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... هذا كُلّه لآل مُحمَّد لا يشاركهم فيه مُشارك ... فهم ... أُمّ الكتاب وخاتمته ...»(1). 2ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : «... أَنا أُمّ الكتاب ...»(2). 3ـ بيان زيارته صلوات اللّٰـه عليه : «... السَّلام على من عنده ... أُمّ الكتاب ...»(3). ودلالة الجميع واضحة. إِذَنْ : المانع ليس هو عدم علمه صلوات اللّٰـه عليه بما سيحدث بعد المحو ، وإِنَّما نفس الحكمة الإِلٰهيَّة الكاشف عنها بيان الآية الكريمة. فتأَمَّل جيِّداً. / ما حوته الأَنبياء من كمالات لم يكن إِلاَّ بالتَّوسُّل بأَهل البيت عليهم السلام/ / الطَّائفة السَّابعة عشرة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... والَّذي نفسي بيده ، ما استوجب آدم أَنْ يخلقه اللّٰـه وينفخ فيه من روحه ، وَأَنْ يتوب عليه ؛ ويردَّه إِلى جنَّته إِلَّا بنبوَّتي والولاية لِعَلِيٍّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما أَرىٰ إِبراهيم ملكوت السَّماوات والأَرض ؛ ولا اتَّخذه خليلاً إِلَّا بنبوَّتي والإِقرار لِعَلِيٍّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما كلَّم اللّٰـه موسىٰ تكليماً ؛ ولا أَقام عيسىٰ آية للعالمين إِلَّا بنبوَّتي ومعرفة عَلِيّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما تنبَّأ نبيّ إِلَّا بمعرفتي والإِقرار لنا بالولاية ، ولا استأهل خلق من اللّٰـه النظر إِليه إِلَّا بالعبوديَّة له ؛ والإِقرار لِعَلِيٍّ بعدي ...»(4). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38. (2) مشارق أَنوار اليقين : 165 ـ 166. (3) بحار الأَنوار ، 97 : 302. مصباح الزائر : 75 ـ 77. المزار الكبير : 81 ـ 82. (4) بحار الأَنوار ، 40 : 96 ـ 97/ح116. كتاب سليم بن قيس : 168 ـ 170