معارف إِلٰهيَّة : (189) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
25/07/2024
الدرس ( 189) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة السَّابعة عشرة : / ما حوته الأَنبياء من كمالات لم يكن إِلاَّ بالتَّوسُّل بأَهل البيت عليهم السلام/ / الطَّائفة السَّابعة عشرة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... والَّذي نفسي بيده ، ما استوجب آدم أَنْ يخلقه اللّٰـه وينفخ فيه من روحه ، وَأَنْ يتوب عليه ؛ ويردَّه إِلى جنَّته إِلَّا بنبوَّتي والولاية لِعَلِيٍّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما أَرىٰ إِبراهيم ملكوت السَّماوات والأَرض ؛ ولا اتَّخذه خليلاً إِلَّا بنبوَّتي والإِقرار لِعَلِيٍّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما كلَّم اللّٰـه موسىٰ تكليماً ؛ ولا أَقام عيسىٰ آية للعالمين إِلَّا بنبوَّتي ومعرفة عَلِيّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما تنبَّأ نبيّ إِلَّا بمعرفتي والإِقرار لنا بالولاية ، ولا استأهل خلق من اللّٰـه النظر إِليه إِلَّا بالعبوديَّة له ؛ والإِقرار لِعَلِيٍّ بعدي ...»(1). ثانياً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام منضمّاً إِليه بيان النَّبيّ صالح والنَّبيّ سليمان عليهما السلام ، عن سلمان قال : «... فقلنا : يا أَمير المؤمنين ، مَنْ هذا الشَّابُّ؟ فقال عليه السلام : صالح النَّبيّ ... فلمَّا نظر إِليه صالح لم يتمالك نفسه حتَّىٰ بكىٰ ، وأَومأ بيده إلى أَمير المؤمنين عليه السلام ، ثُمَّ أَعادها إِلى صدره وهو يبكي ... فقلنا له: ما بكاؤك؟ قال صالح : إِنَّ أَمير المؤمنين عليه السلام كان يمرّ بي عند كلّ غداة فيجلس ، فتزداد عبادتي بنظري إِليه فقطع ذلك مذ عشرة أَيّام فأقلقني ذلك ، فتعجَّبنا من ذلك. فقال عليه السلام : تريدون أَنْ أُريكم سليمان بن داود؟ قلنا : نعم ، فقام ونحن معه حتَّىٰ دخل بستاناً ... وإِذا سرير عليه شابّ ملقىٰ على ظهره ... فنهض قائماً وقال : السَّلام عليك يا أَمير المؤمنين ، ووصي رسول ربّ العالمين، أَنتَ واللّٰـه الصِّدِّيق الأَكبر ، والفاروق الأَعظم ، قد أَفلح مَنْ تمسَّكَ بِكَ ، وقد خاب وخسر من تخلَّف عنكَ ، وإِنِّي سألت اللّٰـه (عزَّوجلَّ) بكم أَهل البيت فأَعطيتُ ذلك المُلك. قال سلمان : فلَمَّا سمعنا(2) كلام سليمان بن داود لم أَتمالك نفسي حتَّىٰ وقعتُ على أقدام أَمير المؤمنين عليه السلام أُقَبِّلها ، وحمدتُ اللّٰـه (عزَّوجلَّ) على جزيل عطآئه بهدايته إِلى ولاية أَهل البيت ... وفعل أَصحابي كما فعلتُ ...»(3). ثالثاً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «ما نُبِّئ نبيّ قَطُّ إِلَّا بمعرفة حقِّنا ، وبفضلنا على مَنْ سوانا»(4). رابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «ولايتنا ولاية اللّٰـه الَّتي لم يبعث نبيّ قَطُّ إِلَّا بها»(5). ودلالتها قد اِتَّضحت أَيضاً مِمَّا سبق ؛ فإِنَّ أَهل البيت الأَطهار (صلوات اللّٰـه عليهم) لَـمَّا كانوا هم السَّبيل والواسطة والوسيلة الإِلٰهيَّة التَّكوينيَّة الحصريَّة الموصولة لساحة القُدس الإِلٰهيَّة ، فمن أَراد الحبوة والحُظوَة والهبة الإِلٰهيَّة والقرب الإِلٰهيّ كالنُّبوَّة وارتفاع الدرجات والمقامات الإِصطفائيَّة فعليه أَوَّلاً معرفة ذلك السَّبيل ، ومعرفة الواسطة والوسيلة الإِلٰهيَّة الموصلة ثُمَّ الإِلتصاق بها ، سوآء أَكان ذلك المخلوق نبيّاً مرسلاً ، أَم ملكاً مُقرَّباً ، أَم مؤمناً مُمتحناً ، أَم غيرهم. / استمرار الهبة الإِلهيَّة لا يكون إِلاَّ بالتَّوسُّل واتِّباع أَهل البيت عليهم السلام / / الطَّائفة الثَّامنة عشرة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله مخاطباً يهوديّاً : «... يا يهودي ، إِنَّ موسىٰ لو أَدركني ثُمَّ لم يُؤمن بي وبنبوَّتي ما نفعه إِيمانه شيئاً ، ولا نفعته النُّبُوَّة ، يايهودي ، ومن ذرِّيَّتي المهدي إِذا خرج نزل عيسىٰ بن مريم لنصرته ، وقدَّمه وصلَّىٰ خلفه»(6).... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 40 : 96 ـ 97/ح116. كتاب سليم بن قيس : 168 ـ 170. (2) في المصدر : (سمعتُ). (3) بحار الأَنوار ، 27 : 37 ـ 38/ح5. (4) المصدر نفسه ، 26 : 281/ح28. بصائر الدرجات : 51. (5) بحار الأَنوار ، 27 : 136/ح133. أَمالي الشَّيخ : 63. (6) بحار الأَنوار ، 16 : 366/ح72. جامع الأَخبار : 8 ـ 9. الأَمالي : 131 ـ 132