معارف الهية ( 1 )

17/01/2024


الدرس : (1 )/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين . /علم: ( الحروف ) / إِنَّ علم : ( الحروف ) علمٌ جمٌّ يشمل علوم شتَّىٰ ، بعضها غريبة وخفيَّة ومن الأَسرار ، كـ : علم : (الرمل) ، و(التَّنجيم) ، و(تعبير الرؤيا)، و(تأويل الأَحاديث). وبعضها الآخر ظاهر ومبذول ومنتشر ، كـ : علم : (النَّحو) ، و(الصرف) ، و(البلاغة) ، و(الاشتقاق). وهناك نظريَّة لغويَّة مستفادة من بيانات الوحي الباهرة ؛ حاصلها : «إِنَّ الحرف في الأَصل عبارة عن اختزال مجموعة كلمات ، بل جمل وفصول ، بل كُتب، بل مجموعة براهين من علوم شتَّىٰ : عقليَّة ونقليَّة ولغوية» ؛ فالحرف الواحد : وعاء لمعانٍ ، وكتابٍ ، وكُتبٍ. فهو إِشارة رمزيَّة لمعنىٰ كان في الأَصل معانٍ مُتعدِّدةٍ ومُستقلَّةٍ بعضها عن الآخر. وهذا ما يُوضِّح : نكتةٌ وفلسفةٌ من نكات وفلسفات الحروف المُقطَّعة الواردة في القرآن الكريم. وعليه : فعلىٰ الباحث والمُستنبِط إِذا أَراد فتق معنىً الإِلتفات إلى هذه النتفة اللَّطيفة ، والجوهرة الثَّمينة ؛ من أَنَّ طبيعة الحروف : معانٍ وكلماتٍ مُتعدِّدة. وهذه القضيَّة ليست بتخيُّل ، ولا أَهازيج شعر ، ولا أَساطير خواطر ، بل ثابتة بالبرهان : (العقلي) ، و(النَّقلي) ، و(اللُّغوي) ، و(النحوي) ، و(الصَّرفي) ، و(البلاغي) و(الاشتقاقي). وقد نقَّح علماء أُصول فقه الإِماميَّة (أَعزَّهم الله) لاسيما الشَّيخ العراقي + الشيء الكثير مِنْ هذا المطلب. ومنه تتَّضح : بيانات الوحي الواردة في المقام ، منها : ما دلَّ على أَنَّ كُلَّ القرآن الكريم في سورة الفاتحة ، والفاتحة في البسملة ، والبسملة في حرف الباء، ومعناه : أَنَّ حرفاً واحداً ـ وهو : (الباء) ـ يشتمل جملة القرآن الكريم وعلومه. لكن : علم ذلك عند أَهله : أَهل البيت ؛ سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات الله عليهم(1). فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام: « لو شئتُ لأَوقرت لكم ثمانين بعيراً من معنىٰ: (الباء) »(2). 2ـ ما رواه القندوزي الحنفي : « أَنَّ جميع أسرار الله (تعالىٰ) في الكتب السَّماويَّة ، وجميع ما في الكُتب السَّماويَّة في القرآن ، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة ، وجميع ما في البسملة في (باء) البسملة ، وجميع ما في (باء) البسملة في النقطة الَّتي هي تحت (الباء) ، قال الإِمام عليٌّ كرَّمَ الله وجهه : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»»(3). ومعناه : بي كان ما كان ، وبي يكون ما يكون ، وهذا المعنىٰ يرجع إِليه جميع ما يُؤخذ من القرآن الكريم. 3ـ بيانه صلوات الله عليه أَيضاً : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ »(4). ودلالته ـ كدلالة سابقيه ـ قد اتَّضحت. وسيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) في ذيل هذه المسألة تحقيق وبيان خاصّ بهذا البيان الوحياني الشَّريف وسابقه ؛ تُكشف فيه ستار ونقاب بعض درر بحور حقائقهما الصَّاعدة المُتلاطمة. فانتظر هنيئة. 4ـ بيانه صلوات الله عليه أَيضاً : « العلم نقطة كثَّرها الجاهلون ، والأَلف وحدة عرَّفها الرَّاسخون ، والباء مدَّة قطعها العارفون ، والجيم حفرة تأهلها الواصلون ، والدال درجة قدَّسها الصَّادقون »(5). 5ـ ما ورد عن ابن عبَّاس ، قال : « أَخذ بيدي الإِمام عَلِيّ عليه السلام ، في ليلةٍ مقمرةٍ ، فخرج بي إِلى البقيع بعد العشاء ، وقال : إِقرأ يا عبد الله ، فقرأت: «بسم الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْم»، فتكلَّم لي في أَسرار (الباء) الى بزوغ الفجر »(6). 6ـ وعنه ، قال : « قال لي عليٌّ عليه السلام : إِذا صلَّيتَ العشاء الآخرة فالحقني إِلى الجَبَّان(7)، قال: فصلَّيتُ ولحقته ، وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير (الأَلف) من الحمد ؟ قال : فمَا علمتُ حرفاً منها أُجيبه ، قال : فتكلَّم في تفسيرها ساعة تامَّة ، قال : ثُمَّ قال لي : ما تفسير (اللام) من الحمد ؟ قلتُ: لا أَعلم ، فتكلَّم في تفسيرها ساعة ، ثُمَّ قال : ما تفسير (الحاء) من الحمد ؟ قال: فقلتُ : لا أَعلم ، فتكلَّم في تفسيرها ساعة تامَّة ، قال : ثُمَّ قال : ما تفسير (الميم) مِن الحمد ؟ إِلى أَنْ قال : ما تفسير (الدَّال) ؟ قلتُ : لا أَدري ، فتكلَّم فيها إلى أَنْ برق عمود الفجر ، فقال لي : قم يا أَبا العبَّاس إلى منزلكَ ... فقمتُ وقد وعيتُ كُلَّ مَا قال ، ثُمَّ تفكَّرتُ فإذا علمي بالقرآن في علم عَلِيٍّ عليه السلام كالقَرَارَةِ في الـمُثْعَنْجِرِ(8)»(9). ودلالته ـ كدلالة سابقيه ـ واضحة ، بعد الإِلتفات إِلى أَنَّ عنوان ولفظ: (السَّاعة) حينما يُطلق ويُستعمل في لغة العرب فليس المراد منه ما هومُتعارف في يومنا هذا ؛ فإِنَّه مصطلح حادث في العصور المُتأَخِّرة ؛ وبعد إِكتشاف آلة السَّاعة ، وبالتالي يكون إِستعماله على وفق المُصطلح الحادث ليس بشرعي ولا عرفي في عصر التَّشريع ولا لغوي ، وإِنَّما المراد منه : (الوقت) ، ومن ثَمَّ قد يكون زمانه ومصداقه أَكثر من (60 دقيقة) أَو أَقل. مثاله : ـ إِضافة لِـمَا تقدَّم ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات الله عليه الوارد في حقِّ إِبليس (عليه اللَّعنة) : « ... فاعتبروا بما كان من فعل إِبليس ؛ إذ أَحبَطَ عمله الطَّويل ، وجهده الجهيد ، وكان قد عبد الله ستَّة آلاف سنةٍ ، لا يُدْرَىٰ أَمِنْ سِنِيّ الدُّنيا أَم سِنِيّ الآخرةِ ، عن كِبرِ ساعَةٍ واحدةٍ ... »(10). مثالٌ آخر : ما ورد في بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ؛ في صحيحة منصور ابن حازم ، قال : «سألته عن ركعتي طواف الفريضة ، قال : لا تؤخِّرهما ساعة ، إِذا طفتَ فصلِّ»(11). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ قد اتَّضحت ؛ فإِنَّ المقصود من قوله عليه السلام: «لا تؤخرهما ساعة» : لا تؤخِّرهما وقتاً. 6ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام الوارد في بيان معنىٰ : الاسم الإِلٰهي (الصَّمد)(12)، قال : «... لو وجدتُ لعلمي الَّذي آتاني الله (عزَّ وجلَّ) حَمَلَةً لنشرتُ التَّوحيد ، والإِسلام ، والإِيمان ، والدِّين ، والشَّريعة من الصَّمد...»(13). ودلالته واضحة أَيضاً. و(الصَّمد) وإِنْ كانت كلمة وليست بحرفٍ ، لكن مُثِّلَ بها لوحدة النكتة؛ وأَنَّ كلمات الوحي الإِلٰهي كحروفه لها القابليَّة ، بل هي بالفعل بحار وحي موَّاجة لا نهاية لمعانيها وحقائقها ، أَبد الآباد ودهر الدُّهور ؛ ما دامت صادرت من ساحة القدس الإِلٰهية ؛ وأَفعال للذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وإِلَّا ـ أَي : لو كانت كلمات الوحي وحروفه متناهية ـ للزم (والعياذ بالله تعالىٰ) تناهي الذات المُقدَّسة فتأَمَّل جيِّداً. ومعناه : أَنَّ طبيعة الحرف ـ كطبيعة الكلمة ـ لها القابليَّة على استيعاب معاني وحقائق غير حدَّ وغير نهاية لها. وسيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) مزيد بيان عن هذه القضيَّة في البيان والدَّليل التَّالي. 7ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : « ... إِنِّي أَتكلَّم بالحرف الواحد فيه سبعون وجهاً ، إِنْ شئتُ أُحدِّث كذا ، وإِنْ شئتُ أُحدِّث كذا »(14). ودلالته واضحة أَيضاً ، بعد الالتفات : أَنَّ ما أَخذه صلوات الله عليه من عددٍ ليس المراد منه خصوص السَّبعين ، وإِنَّما كناية عن مُطلق الكثرة ، وعدم التَّناهي ، كحال بيان قوله جلَّ شأنه : [اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ](15)؛ فإِنَّ معنىٰ : (الحرف الواحد) الَّذي يتكلَّم به الإِمام عليه السلام بعدما كان وحيانيّاً كان مصداقاً لبيانات الوحي الدَّالَّة على عدم تناهي معاني وحقائق كلمات وحروف بيانات الوحي. فانظر : أَوَّلاً : بيان قوله تعالىٰ ذكره : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ](16). بتقريب : أَنَّ معاني وحقائق حروف بيانات الوحي لو كانت متناهية للزم تناهي معاني وحقائق كلمات بيانات الوحي أَيضاً ، لكنَّ الثابت بالبرهان العقلي والوحياني ، كصريح هذا البيان الشَّريف عدم محدوديَّتها وعدم تناهيها ، فتكون معاني وحقائق حروفها غير محدودة وغير متناهية أَيضاً. ثانياً : بيان قوله جلَّ ذكره : [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ](17). ودلالته واضحة. رجوع حقيقة جملة الأَسماء والصِّفات الإِلهيَّة إلى حرف فارد ومن كُلِّ ما تقدَّم يتَّضح : ما سيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) في مبحث : (الأَسمآء والصِّفات الإِلٰهيَّة) : أَنَّ كافَّة الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة الفعليَّة تؤول إِلى اسمٍ وصفةٍ إِلٰهيَّة فعليَّة فاردة ، وهذا الاسم والصفة يؤول(18) إلى اسمٍ وصفةٍ إِلٰهيَّة ذاتيَّة واحدة ، وجميع الأَسمآء والصفات الإِلٰهيَّة الذاتيَّة تؤول إلى اسم فاردٍ ، وهو : (هو) ، واصل (هو) : الهاء(19)، فعادت جميع الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة إِلى حرف واحد(20). وهذا نظام قائم في باب الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة ، ومعناه : الإِشتقاق(21). خروج في الجملة عن صلب الموضوع بحث في الأَسماء والصفات الإِلهيَّة، ومقامات وشؤون أَهل البيت عليهم السلام تفسير لبيان أَمير المؤمنين عليه السلام: «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» قبل الدخول في صميم البحث ينبغي الإِلتفات إِلى الأُمور التَّالية : الأَوَّل : أَنَّ مبحث الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة دورة معارف ، بل من أَعقد معارف بيانات الوحي ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) في أَبواب الإِمامة الإِلٰهيَّة : أَنَّ عنوان ولفظ : (أَهل البيت عليهم السلام ) يُطلق في بيانات الوحي على معانٍ مُتعدِّدة ، شاملة لسيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، بل رأس هرمه وأَوَّل مصاديقه ومصاديق آية التَّطهير ، منها : ( أَهل البيت الحرام ) و( أَهل البيت المعمور في السَّماء الرَّابعة ، والَّذي نزل فيه جملة القرآن الكريم دفعة واحدة ، ليلة القدر على قلب سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله في تلك الطبقة ) ، فتكون أَزواجه صلى الله عليه واله خارجات منه موضوعاً وتخصُّصاً ، لا تخصيصاً ، كمورد النزول ، ومن ثَمَّ لا يُحَوَّر هذا العنوان بـ : ( أَهل بيت النَّبيّ صلى الله عليه واله) ؛ كيما يُتوَّهم دخول أَزواجه فيه ، وخروجه صلى الله عليه واله منه ؛ لأَنَّ الشيء لا يُضاف إِلى نفسه. إِذنْ : مرادنا من استعمال عنوان ولفظ : (أَهل البيت عليهم السلام) في هذا المورد وسائر الموارد ما يشمل : (الأَربعة عشر معصوماً صلوات الله عليهم). فالتفت ، وليكن ذلك حاضراً في الذهن عند تلك الاستعمالات. (2) لطائف المتن ، 1 : 171. (3) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. تفسير البصائر ، 1/ 24. (4) بحار الأَنوار ، 40 : 165. (5) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. (6) المصدر نفسه : 214/ ح19. (7) الجَبَّان : تأتي بمعنىٰ : (المقبرة) و(الصحراء). (8) القَرَارَة : (الغدير). أَو (قاع مستدير يجتمع فيه ماء المطر). أَو (ماء يصب في القدر بعد الطبخ لئلا يحترق). أَو (ما لصق بأسفل القدر من مرق أَو غيره). أَو (المكان المنخفض ؛ أَندفع إِليه الماء فاستقرَّ فيه). المُثْعَنْجِر : البحر. (9) بحار الأَنوار ، 89 : 105/ ح83 . (10) نهج البلاغة / خ: 192 : 316. (11) وسائل الشيعة ، 13/ الباب : 76 ، من أَبواب الطواف : 435/ح5. (12) سيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) في أَبواب التَّوحيد : باب الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة ذكر لبعض معاني الاسم الإِلٰهي : (الصمد) ، المشار إِليها في بيانات الوحي ، منها : 1ـ إِنَّه (سبحانه وتعالىٰ) لا خواء ولا نقص ، ولا جوف له. 2ـإِنَّه لا يمكن لمخلوق قَطُّ ـ وإِنْ كان ملحداً ومن أَهل الباطل ـ الصمود والتوجُّه واستمداد قوَّته وعطائه إِلَّا منه (تبارك وتعالىٰ). 3ـ نفس معنىٰ بيان قوله جلَّ قوله : [فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ] [البقرة : 115]. 4ـ إِنَّ نهاية اللقاء له (سبحانه). (13) بحار الأَنوار ، 3 : 225/ ح15. (14) بحار الأَنوار ، 47 : 119 ـ 120/ ح64 . (15) التوبة : 80 . (16) لقمان : 27. (17) النحل : 96. (18) مرجع الضمير : (واقع الاسم والصفة) ؛ فإِنَّ حقيقتهما واحدة ، وسيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) في المباحث والمسائل التالية بيان ذلك فانتظر. (19) المستفاد من بيانات الوحي الإِلٰهي : أَنَّ مقام الاسم الإِلٰهي : (هو) ـ وهو : غيب مُطلق ـ أَسبق وأَعظم رتبة وهيمنة وفوقيَّة على معرفة الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة من مقامات سائر الأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ ، ومن ثَمَّ قُدِّم عليها في عِدَّة مواضع من بيانات القرآن الكريم ، منها : سورة الإِخلاص ، ونهايات سورة الحشر. ثُمَّ يأتي بعده مقام الاسم الإِلٰهي : (الله) ، ثُمَّ مقام : (الأَحد) و(الأَحديَّة) ـ خلافاً للعرفاء ؛ فإِنَّهم عكسوا وقدَّموا : الأَحد والأَحديَّة على اسم الله ـ ثُمَّ يأتي مقام : (الواحد) و(الواحديَّة). ولعلَّ أَحد معاني الإِبهام في الاسم المستأثر (هو) : عدم تناهي تجلِّيات الذات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة في الأَفعال الإِلٰهيَّة. إِذنْ : الاسم المستأثر (هو) اسم استأثر به الباري المُسمَّىٰ (تقدَّس ذكره) في باطن الغيب ، لا ظهور له ، ولا يظهر أَبداً لأَحدٍ من المخلوقات ، ومعناه : عدم التناهي في الأَسميَّة وعدم التناهي في البطن والبطون. ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي : أَنَّ البَدَاء الأَعظم يحصل من هذا الإِسم الإِلٰهي ، ومنه كانت للذات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة ربوبيَّة على الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة ، وربوبيَّة على كافَّة العوالم والمخلوقات. (20) يجدر الالتفات : أَنَّ التبعيض في الأَسماء أَو في الصفات الإِلٰهيَّة يؤدِّي لا محالة إلى ثنويَّة وشرك وكفر خفي. (21) ينبغي الإِلتفات : أَنَّ التَّفسير العقلي لمبحث اشتقاق الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة صعب جِدّاً