معارف إِلٰهيَّة : (190) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
26/07/2024
الدرس ( 190) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثَّامنة عشرة : / استمرار الهبة الإِلهيَّة لا يكون إِلاَّ بالتَّوسُّل واتِّباع أَهل البيت عليهم السلام / / الطَّائفة الثَّامنة عشرة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله مخاطباً يهوديّاً : «... يا يهودي ، إِنَّ موسىٰ لو أَدركني ثُمَّ لم يُؤمن بي وبنبوَّتي ما نفعه إِيمانه شيئاً ، ولا نفعته النُّبُوَّة ، يايهودي ، ومن ذرِّيَّتي المهدي إِذا خرج نزل عيسىٰ بن مريم لنصرته ، وقدَّمه وصلَّىٰ خلفه»(1). ثانياً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «... فلو كان موسىٰ عليه السلام بين أَظهركم لما حلَّ له إِلَّا أَنْ يتَّبعني»(2). ثالثاً : بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام : «... أَنا ... كافر بنبوَّة كُلّ عيسىٰ لم يقرَّ بنبوَّة مُحَمَّد صلى الله عليه واله وبكتابه ، ولم يُبشِّر به أُمَّته ...»(3). ودلالتها قد اِتَّضحت أَيضاً ، فإِنَّه بعدما كانت طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الصَّاعدة ، وتتبعها طبقات حقائق ذواتهم عليهم السلام المتوسطة والنَّازلة : نظام عَالَم الوجود والإِمكان على الإِطلاق ، وعلل الوجود الفاعليَّة ، ووسائط الفيض الإِلٰهيّ الحصريَّة ، ووجه اللّٰـه ، والوسيلة الإِلٰهيَّة الفاردة ، والسَّبيل والسَّبب والباب والحجاب والرباط الإِلٰهيّ التَّكوينيّ الأَدنىٰ والوحيد ؛ بين الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ (جلَّ شأنه) وكافَّة العوالم وسائر المخلوقات ؛ من بداية الخلقة إِلى ما لانهاية ، فلا يتحقَّق استمرار الفيض الإِلٰهيّ والعطايا والكرامات الإِلٰهيَّة إِلَّا بالتَّوسُّل والتَّشَفُّع ؛ وتشبُّث والتصاق المخلوق بكُلِّ ما أُوتي من قوَّةٍ بهذه الطَّبقات الشَّريفة ؛ لاسيما رأس هرمها طبقات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، سيما إِذا كان المخلوق من كُمَّل المخلوقات ، كسائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام ؛ فلخطورة عطيَّة نبوَّة أُولي العزم مثلاً اِقتضت الضرورة بذل جهده الجهيد في استمرار فيضها ، ولا يتحقَّق ذلك إِلَّا باتِّباع سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله بجميع طبقات وجوده الشَّريف ، منها : طبقاته صلى الله عليه واله النَّازلة ووجوده المُقدَّس في هذه النَّشْأة الأَرضيَّة واتِّباع نبوَّته ورسالته في هذه النَّشْأَة ، وإِلَّا فلا نفع بما تقدَّم ولا كرامة ، وصار حاله كحال إِبليس ، بل أَضَلّ سبيلاً. وإِلى هذا يشير بيان الحديث القدسي : «... يا مُحَمَّد ... سبقت رحمتي غضبي لَكَ ولذريَّتكَ ، أَنْتَ مُقرَّبي من خلقي ، وَأَنتَ أَميني وحبيبي ورسولي، وعزَّتي وجلالي : لو لقيني جميع خلقي يشكُّون فيكَ طرفة عين ، أَو يبغضون صفوتي من ذرِّيَّتك لأَدخلتهم ناري ولا أُبالي ...»(4). وهذه قضيَّة عقليَّة بديهيَّة قبل أَنْ تكون شرعيَّة. مضافاً : أَنَّه قُرِّرَ في محلِّه : أَنَّ المخلوق كما يحتاج بالضَّرورة إِلى علَّته الفاعليَّة(5) إِبتداءً وإِظهاراً لواقعيَّته ؛ وواقعيَّة الهبة والعطيَّة كالنُّبوَّة والرسالة الإِلٰهيَّة يحتاج إِليها(6) بالضَّرورة أَيضاً في إِستمرار فيض وجوده ؛ ووجود الهبة والعطيَّة واستدامتها ، وإِلَّا فعدم محض ، فتامل جيدا. / عرض ولاية أَهل البيت عليهم السلام على جملة المخلوقات / / الطَّائفة التَّاسعة عشرة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... وانَّ اللّٰـه لم يخلق أَحداً إِلَّا وأَخذ عليه الإِقرار بالوحدانيَّة ، والولاية للذرِّيَّة الزكيَّة ، والبراءة من أَعدائهم ...»(7). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 16 : 366/ح72. جامع الأَخبار : 8 ـ 9. الأَمالي : 131 ـ 132. (2) بحار الأَنوار ، 26 :315 ـ 316/ح78. تفضيل الأَئمَّة (مخطوط). (3) عيون أَخبار الرِّضا × ، 1 : 123/ح1. (4) بحار الأَنوار ، 37 : 321/ح52. كشف اليقين : 89 ـ 91. (5) العلَّة الفاعليَّة الإِلٰهيَّة الصَّاعدة ـ كما تقدَّم ـ هي : طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ، رأس هرمها : طبقات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الصَّاعدة. (6) مرجع الضمير : (العلَّة الفاعليَّة) ، وهي طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة. (7) بحار الأَنوار ، 25 : 174/ح38