الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (192) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (192) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

28/07/2024


الدرس (192) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة العشرون : / بأَهل البيت عليهم السلام بدء الوجود وبهم يُختم / / الطَّائفة العشرون ، ويُمثِّلها : / 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... بنا فتح اللّٰـه ، وبنا يختم ...»(1). 2ـ بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً ، الوارد في حقِّ أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... يا عَلِيُّ ، اصطفاك اللّٰـه بأَوَّلها ، وجعلك وليَّ آخرها»(2). ودلالتهما قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّه بعدما كانت طبقات حقائق أَهل البيت الأَطهار صلوات اللّٰـه عليهم الصَّاعدة ؛ وتتبعها طبقات حقائق ذواتهم المُقدَّسة عليهم السلام المتوسطة والنَّازلة نظام عَالَم الوجود على الإِطلاق ، ووسائط الفيض الرُّبوبي ، ووجه اللّٰـه ، والوسيلة الإِلٰهيَّة ، والسَّبيل والسَّبب والباب والحجاب والرباط الإِلٰهيّ الأَدنىٰ بين الخالق(3) (تقدَّس ذكره) وسائر العوالم وجملة المخلوقات ، وعلل(4) فاعليَّة مفيضة لطُرِّ الخير(5) ؛ من بداية الخلقة إِلى ما لا نهاية كانت بحقائق أَهل البيت عليهم السلام يُفتح كُلَّ خيرٍ وفعلٍ وهبةٍ إِلٰهيَّةٍ ، وبها يُختم. ومنه تتَّضح : كثير من بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن خثيمة ، قال : «... ونحن وجه اللّٰـه الَّذي يُؤتىٰ منه ، لن نزال في عباده ما دامت للّٰـه فيهم رَوِيَّة ، قلتُ : وما الرَّوِيَّة؟ قال : الحاجة ، فإِذا لم يكن للّٰـه فيهم حاجة رفعنا إِليه فصنع ما أَحَب»(6). 2ـ بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، قال : «سألت الرضا عليه السلام فقلتُ : تخلو الارض من حُجَّة ؟ فقال : لَو خَلَت الأَرض طرفة عين من حُجَّةٍ لساخت بأهلها»(7). / لا معنى لخلقة جهنَّم مع الحبّ لأَهل البيت عليهم السلام / / الطَّائفة الحادية والعشرون ، ويُمثِّلها : / بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله في حديث المعراج ، منضمّاً إِليه بيان جبرئيل عليه السلام: «يا عَلِيّ ، إِنَّه لَـمَّا أُسري بي إلى السَّمآء ... لقيني جبرئيل في محفل من الملائكة ، فقال : لو اجتمعت أُمَّتُكَ على حبِّ عَلِيٍّ ما خلق اللّٰـه عزَّوجلَّ النَّار ...»(8). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 32 : 297 ـ 298/ح257. أَمالي المفيد : 177. أَمالي الطوسي : 1 : 62. (2) بحار الأَنوار ، 18 : 216/ح47. (3) المراد من (الخالق) تقدَّست أَسماؤه في المقام المُسَمَّىٰ ، أَي : صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة، وإِلَّا فاسم (الخالق) مخلوق أَيضاً. (4) هذه العبارة وما بعدها عطف على جملة : (نظام عالم الوجود ...) فتكون العبارة هكذا : (ودلالتهما قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّه بعدما كانت طبقات ... الصَّاعدة ... والمتوسطة والنَّازلة علل فاعليَّة ...). (5) كـ : (الإِحياء) المُتمتِّع بقدرتها النَّازلة الملك إِسرافيل عليه السلام ، و(الإِماتة) المُتمتِّع بقدرتها في طبقاتها النَّازلة أَيضاً الملك عزرائيل وأَعوانه عليهم السلام ، و(الإِيحاء) المُتمتِّع بقدرتها في مراتبها المتوسطة روح القدس (حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة) وبمراتبها النَّازلة الملك جبرئيل عليه السلام ، و(الأَرزاق) المتمتِّع بقدرتها في طبقاتها النَّازلة الملك ميكائيل عليه السلام ، وهلمَّ جرّاً. (6) بحار الأَنوار ، 4 : 7/ح14. (7) المصدر نفسه ، 23 : 29/ح43. عيون الأَخبار : 150 ـ 151. علل الشرائع : 77. إِكمال الدِّين : 118. بصائر الدرجات : 144. (8) بحار الأَنوار ، 18 : 388 ـ 390/ح97. مجالس الشَّيخ : 50 ـ 51