الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (195) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (195) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

31/07/2024


الدرس (195) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثَّالثة والعشرون : / أَهل البيت عليهم السلام تُطيعهم وتواليهم جملة المخلوقات وفي كُلِّ العوالم / / الطَّائفة الثَّالثة والعشرون ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... ويطيعنا كُلّ شيءٍ حتّىٰ السَّماوات والأَرض ، والشَّمس والقمر والنجوم ، والجبال والشَّجر والدواب والبحار ، والجنَّة والنَّار ... ومع كلّ هذا نأكل ونشرب ونمشي في الأَسواق ...»(1). ثانياً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن أَبي حمزة ، قال : «قال له رجل : كيف سُمِّيت الجمعة ؟ قال: إِنَّ اللّٰـه عزَّوجلَّ جمع فيها خلقه لولاية مُحمَّد صلى الله عليه واله ووصيِّه في الميثاق ، فسمَّاه يوم الجمعة ؛ لجمعه فيه خلقه»(2). ثالثاً : بيان إِمضاء الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن وهب بن منبّه ، قال : «إِنَّ موسىٰ عليه السلام نظر ليلة الخطاب إلى كلِّ شجرةٍ في الطُّور ، وكلّ حجرٍ ونباتٍ ينطق بذكر مُحمَّد واثني عشر وصيّاً له من بعده ، فقال موسىٰ : إِلٰهيّ ، لا أَرىٰ شيئاً خلقته إِلَّا وهو ناطق بذكر مُحمَّد وأوصيائه الاثني عشر ، فما منزلة هؤلاء عندك ؟ قال : يابن عمران ، إِنِّي خلقتهم قبل أَنْ أخلق الأَنوار ، خلقتهم في خزانة قدسي ، ترتع في رياض مشيِّتي ، وتتنسَّم من روح جبروتي ، وتشاهد أَقطار ملكوتي حتَّىٰ إِذا شئتُ بمشيَّتي أَنفذتُ قضائي وقدري ، يابن عمران ، إِنِّي سبَّقت بهم السِّبَّاق حتَّىٰ أُزحزح بهم جناني ، يابن عمران ، تمسَّك بذكرهم ؛ فإِنَّهم خزنة علمي ، وعيبة حكمتي ، ومعدن نوري. قال حسين بن علوان : فذكرتُ ذلك لجعفر بن محمَّد عليه السلام فقال : حَقٌّ ذلك ...»(3). رابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «... والَّذي نفسي بيده ، لملائكة اللّٰـه في السَّماوات أَكثر من عدد التراب (في الأَرض) ، وما في السَّمآء موضع قدم إِلَّا وفيها ملك (يُسبح للّٰـه ويُقدِّسه) ، ولا في الأَرض شجرة ولا مِثْل غرزة إِلَّا وفيها ملك موكّل بها ؛ يأتي اللّٰـه كلّ يومٍ بعملها(4) ـ واللّٰـه أعلم بها ـ وما منهم أحد إِلَّا ويتقرَّب إِلى اللّٰـه في كُلِّ يومٍ بولايتنا أَهل البيت ، ويستغفر لمحبّينا ، ويلعن أَعدائنا ، ويسأل اللّٰـه أَنْ يُرسل عليهم العذاب إِرسالاً»(5). خامساً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «... علم عَالِم المدينة ... يسير في ساعة من النهار مسيرة الشَّمس سنة حتَّىٰ يقطع اثنىٰ عشر أَلف عَالَم مثل عَالمَكم هذا ، وما يعلمون أَنَّ اللّٰـه خلق آدم ولا إبليس ، قال : فيعرفونكم ؟ قال : نعم ، وما افترض عليهم إِلَّا ولايتنا ، والبراءة مِنْ عدونا»(6). سادساً : بيان زيارة أَهل البيت عليه السلام : «... يا آل رسول اللّٰـه ... يتقرَّب أَهل السَّمآء بحبِّكم ، وبالبراءة من أَعدائكم ، وتواتر البكاء على مصابكم ، والإِستغفار لشيعتكم ومحبّيكم ...»(7). ودلالتها قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ الثَّابت في البراهين الوحيانيَّة والعقليَّة : أَنَّ جملة المخلوقات طائعة ومُسلِّمة ومتوجهة للّٰـه (تعالىٰ ذكره) تكويناً ، شعرت بذلك المخلوقات أَم لا. فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تبارك وتعالىٰ : [أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ] (8). 2ـ بيان قوله جلَّ قوله : [ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ] (9). وحيث إِنَّ أَهل البيت عليهم السلام هم الوسيلة والواسطة الإِلٰهيَّة الحصريَّة بينه (جلَّ شأنه) وسائر العوالم وجملة المخلوقات ، ولا يمكن وصول مخلوق أَو شأن من شؤونه وأَعماله وعباداته قَطُّ إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة إِلَّا من خلال إِطاعتهم عليهم السلام والتَّشَبُّث بهم تكويناً ، وقد ثبت ـ فيما تقدَّم ـ : أَنَّ جملة المخلوقات طائعة ومتوجهة وساجدة وذاكرة ومسبحة دائماً للّٰـه تكويناً ، فتكون جميعها طائعة تكويناً لأَهل البيت عليهم السلام ومتوجهة وساجدة وذاكرة ومسبحة لهم صلوات الله عليهم بالتَّبع ، شعرت بذلك المخلوقات أَم لا. مضافاً : أَنَّه ثبت في الأَبحاث السَّابقة : أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة بعدما كانت حقيقتها فانية في حكاية الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة انعكست فيها جميع شؤون وصفات وأَسمآء الذَّات المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة ، ومن شؤون الذَّات المُقدَّسة : أَنَّه أَسلم للّٰـه ما في السَّماوات والأَرض كذلك يكون شأن طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة. / عدم إِطاعة أَهل البيت عليهم السلام ومخالفتهم جاهلية أُولى/ / العبادة من دون التَّوسُّل بأَهل البيت عليهم السلام شرك وكفر جليّ أَو خفي/ / الطَّائفة الرَّابعة والعشرون ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن الفضيل بن يسار ، قال : «نظر إِلى النَّاس يطوفون حول الكعبة فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهليَّة ، إِنَّما أُمروا أَنْ يطوفوا ثُمَّ ينفروا إِلينا ، فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضون علينا نصرهم ...»(10) . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 26 : 7/ح1. (2) المصدر نفسه ، 55 : 370. الكافي ، 3 : 415. (3) بحار الأَنوار ، 26 : 308 ـ 309/ح73. المحتضر : 151. (4) خ . ل : (بعلمها). (5) بصائر الدرجات ، 1 : 152 ـ 153/ح283 ـ 9. تفسير القمي ، 2 : 255. (6) بصائر الدرجات ، 2 : 270/ح1433 ـ 16. الاختصاص : 319. (7) بحار الأَنوار ، 99 : 164. (8) آل عمران : 83. (9) التغابن : 1. (10) بحار الأَنوار ، 65 : 87/ح12. تفسير العياشي ، 2 : 234