معارف إِلٰهيَّة : (196) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
01/08/2024
الدرس (196) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الرَّابعة والعشرون : / عدم إِطاعة أَهل البيت عليهم السلام ومخالفتهم جاهلية أُولى/ / العبادة من دون التَّوسُّل بأَهل البيت عليهم السلام شرك وكفر جليّ أَو خفي/ / الطَّائفة الرَّابعة والعشرون ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن الفضيل بن يسار ، قال : «نظر إِلى النَّاس يطوفون حول الكعبة فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهليَّة ، إِنَّما أُمروا أَنْ يطوفوا ثُمَّ ينفروا إِلينا ، فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضون علينا نصرهم ...»(1) . ثانياً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن عبد الرحمٰن بن كثير ، قال : «حججتُ مع أَبي عبداللّٰـه عليه السلام ؛ فلَمَّا صرنا في بعض الطَّريق صعد على جبلٍ ؛ فأشرف فنظر إِلى النَّاس ، فقال : ما أَكثر الضَّجيج وَأَقلّ الحجيج ؟ فقال له داود الرقِّيّ : يابن رسول اللّٰـه ، هل يستجيب اللّٰـه دعاء هذا الجمع الَّذي أَرىٰ؟ قال : ويحكَ يابا(2) سليمان ! إِنَّ اللّٰـه لا يغفر أَنْ يُشْرَكُ به ، إِنَّ الجاحد لولاية عَلِيّ عليه السلام كعابد وثن ...»(3). ودلالتهما قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّه بعدما تقدَّم بيان مدىٰ قرب والتصاق طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسُّطة والنَّازلة بالحضرة الرُّبوبيَّة ؛ تكون العبادة وسائر أَعمال المخلوقات وشؤونها من دون توسُّط أَهل البيت عليهم السلام : عبادة أَوثان ، وكفر وشرك وإِلحاد باللّٰـه تعالىٰ ، وحيادة عنه جلَّ قدسه في مقام الولاية والحاكميَّة الإِلٰهيَّة ، ومقام تطبيق الأَحكام الإِلٰهيَّة ، كـ : كفرالجاهليَّة الأُولىٰ وشركها وإِلحادها وحيادتها عن ساحة القدس الإِلٰهيَّة . / طهارة المخلوق وقبول أَعماله لا تكون إِلاَّ بولاية أَهل البيت عليهم السلام / / رفع الأَعمال لا يكون إِلاَّ بولاية أَهل البيت عليهم السلام / / الطَّائفة الخامسة والعشرون ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... أَوَ لَا أُنَبِئكم بِأَسوأ حالاً من هذا ؟ قالوا : بلىٰ يا رسول الله . قال : رَجُلٌّ حضر الجهاد في سبيل اللّٰـه ، فَقُتل مُقْبِلاً غير مُدْبِر ، والحور العين يطلَّعن إِليه ، وخزَّان الجنان يتطلَّعون ورود روحه عليهم ، وَأَملاك الأَرض يتطلَّعون نزول حور العين إِليه ، والملائكة وخزَّان الجنان فلا يأتونه ، فتقول ملائكة الأَرض حوالي ذلك المقتول : ما بال الحور العين لا ينزلن إِليه ؟ وما بال خزَّان الجنان لا يردون عليه ؟ فَيُنادون من فوق السَّماء السَّابعة : ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 65 : 87/ح12. تفسير العياشي ، 2 : 234. (2) خ . ل : (يا أَبا). (3) بصائر الدرجات ، 2 : 190 ـ 191/ح 1285ـ 15. الاختصاص : 303