معارف إِلٰهيَّة : (200)

04/08/2024


الدرس (200) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين . وردت بيانات وحيانية كثيرة ، دالة ومؤكدة على مدى خطورة وعظيم فائدة طلب العلم ، منها : 1 ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، عن أبي ذر رضي الله عنة ، قال : « قال رسول الله صلى الله علية وآلة : يا أبا ذر ، الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب الى الله من قيام ألف ليلة ، يصلى في كل ليلة ألف ركعة ، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب الى الله من ألف غزوة وقراءة القرآن كلة . قال: يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كلة ؟ فقال رسول الله صلى الله علية وآلة : يا أبا ذر ، الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب الى الله من قراءة القرآن كلة اثنا عشر ألف مرة ، عليكم بمذاكرة العلم ، فأن بالعلم تعرفون الحلال من الحرام . يا أبا ذر ، الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ، والنظرالى وجة العالم خير لك من عتق الف رقبة » (1). 2ـ بيان أمير ألمؤمنين صلوات الله علية ، قال : « اذا أرذل الله عبدا حظر علية العلم ». أي: لم يوفقة لتحصيلة . (2) 3ـ بيان أَبي جعفر صلوات الله عليه : «... ففضل إِيمان المؤمن بحمله: [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ](3) وبتفسيرها على مَنْ ليس مِثْله في الإِيمان بها كفضل الإِنسان على البهائم ...»(4). 4ـ بيان الإِمام الصَّادق صلوات الله عليه : «النَّاس إثنان : عَالِم ومُتعلِّم ، وسائر النَّاس همج ، والهمج في النَّار»(5). والهمج ـ بالتحريك ـ جمع : همجة ، وهي : ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأَعينها. كذا ذكره الجوهري(6). ودلالة الجميع واضحة على عظيم خطر طلب علوم أَهل البيت صلوات الله عليهم ، وعظيم ثمارها ؛ وهول فوائدها ، ومن ثم ورد في بيانات الوحي الاخرى ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : « إِنَّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم حتى يطأ عليها رضا به »(7). وليس في ذلك اي نحو تجوز ـ كما يفعله البعض ؛ لقصورمعارفه وادراكاته واحكامه المسبقة ـ ؛ فانها الفاظ ومعاني دالة على حقائق تكوينية ، فانه بعدما كانت للملائكة أجسام ولها أجنحة ، ولعظيم خطر معارف الوحي ؛ معارف أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وعلومهم تقوم الملائكة بفعل ما اخبر عنه بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله من دون اي تجوز وحزازة واشكال ، والفضل والكرامة والمكرمة لعلوم أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ومعارفهم . وليس المقصود مما ذكرناه ترغيب للقارئ ، بل بيان واقع ، وكل مخلوق حر في تصرفاته ومعتقداته ومعارفه . ثُمَّ إِنَّه بانتهاء الدرس المتقدم تنتهي ( بحمد الله تعالى) هذه المسألة ، وبانتهائها تنتهي المسائل الثلاث المتقدمة والمتعرضة لجملة من حقائق ومقامات وشؤون أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، والتي كان الهدف من تقديمها ـ اضافة للتبرك ـ عطش الساحة البشرية للتعرف عليها ، وسننتقل في الدرس اللحق (إِنْ شآء الله تعالىٰ) الى بداية المسائل المعرفية التي وعدنا سابقا بالتعرض اليها . وفق الله المطلعين عليها للتدبر في بحور أسرارها ودررها وجواهرها. وصلى الله على محمد وآلة ألطاهرين . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار ألأنوار ، 1: 203 ـ 204/ ح 21. (2) ألمصدر نفسة : 196/ ح 18. (3) القدر : 1. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 74/ح63. كنز الفوائد : 395 ـ 398. (5) بحار الأَنوار ، 1 : 187/ح3. (6) المصدر نفسه. (7) المصدر نفسه ، 1 : 177 / ح47