الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (203) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

معارف إِلٰهيَّة : (203) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

08/08/2024


الدرس (203) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال الكلام في مُقدَّمة (المسائل العقائديَّة والمعرفيَّة ، المستفادة من عقائد و معارف الإِماميَّة ؛عقائد ومعارف مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ) ، ووصل البحث بنا الى التَّنْبِيهات ، ولازال الكلام فيها ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى) الى : / التَّنْبِيه الثَّاني : / / العقائد والمعارف الإِلهيَّة علوم تكوينيَّة / / آليَّات التَّوصُّل إِلى النتائج في أَبواب المعارف آليَّات تكوينيَّة / إِنَّ العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة : حقائق تكوينيَّة كونيَّة من أَكوان وعوالم غيبيَّة صاعدة ، ومن ثَمَّ لا ينفع معها إِلَّا البراهين العقليَّة المُستفادة من متون ومضامين بيانات الوحي المعرفيَّة العقليَّة ؛ فلذا لا يوجد في صناعة علم العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة إِطلاق وعموم وتقييد وتخصيص بمنفصل ، وإِلَّا فدليل على بطلان الصَّنعة والنتائج ؛ كحال سائر القواعد والعلوم العقليَّة ، نعم يوجد فيها خروج تخصُّصي ونسبي ومُجمل ومفصَّل ، ومن ثَمَّ وجوه الجمع بين الأَدلَّة المُتعارضة أَو الدِّلالات المُتعارضة في أَبواب المعارف تختلف عن وجوه الجمع في باب فقه الفروع . وعليه : فلا يصحُّ الإِشكال على النتائج المُتحصَّلة منها بآليَّات علم فقه الفروع ؛ كضعف سند الدَّليل ؛ لأَنَّ فقه الفروع علم اعتباري ، وآليَّاته آليَّات اعتباريَّة ؛ فلذا يصحُّ فيه التَّقييد والتَّخصيص. وضعف الطَّريق والسَّنَد واعتباره لا دخالة له في تحصيل البرهان العقلي والوحياني من المتون والمضامين . فالتفت . بل التَّواتر السَّنَدي لا يغني ولا يُسمن من جوعٍ ، ولا ينفع في أَبحاث العقائد ؛ لأَنَّه يُورِث اليقين الحسِّي ؛ وهو في معرض الخطأ ، والمطلوب في أَبحاث العقائد تحصيل اليقين العقلي الَّذي لا يقبل الخطأ ، واستفادة اليقين العقلي لا يُفرَّق فيه بين الدَّليل المتواتر والضَّعيف سنداً ؛ لأَنَّ اليقين العقلي يدور مدار متون ومضامين الأَدلَّة بغضِّ النَّظر عن أَسانيدها ؛ ومن باب ما ورد في بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «لا تنظر إِلى مَنْ قال ، وانظر إِلى ما قال»(1). ويُضاف إِليه : أَنَّ الدَّليل المتواتر سنداً قد يكون متنه ظَنِّيّ الدِّلالة ، فعاد إِلى الظَّنِّ ، وهو لا ينفع في أُسس وأُصول العقائد بالإِجماع . نعم ، إِنْ كان متنه ومضمونه مفيداً لليقين العقلي كان حُجَّةً في أَبواب العقائد وغيرها ، لكنَّه لا لكونه متواتراً سنداً ، بل لكون متنه ومضمونه أَورث القطع العقلي . فتدبَّر جيِّداً. ثُمَّ إِنَّه يجب على مَنْ ليس له باعٌ عقليٌّ في صناعة وأَبحاث العقائد ترك أَبحاث وتحقيقات هذا الباب ، ولا يلجه ولا يتصدَّىٰ له ، وليترك المجال لأَهله. بعد الالتفات : أَنَّ لغة بيانات الوحي المعرفيَّة : لغة عقليَّة وحيانيَّة ، وهي أَعظم من نتاج العقل البشري الأَرضي بما لا يُتَنَاهىٰ. / المُرَاد مِنْ حُجِّيَّة المتن والمضمون / والمراد من حُجِّيَّة المتن ليست حُجِّيَّة الدِّلالة ، وإِنَّما ـ المراد ـ : نفس نظام المعلومات المُودعة في متن الدَّليل ، فيدرس الفقيه أَو الباحث ذلك المتن والمضمون ـ بِغَضِّ النَّظَر عن الدَّليل ودلالته ؛ وصدوره وسنده وجهته ؛ والكتاب الَّذي ورد فيه المتن والمضمون ـ ويعرضه على مُحكمات القرآن الكريم ، ومُحكمات السُّنَّة الشَّريفة القطعيَّة ، ومُحكمات وبديهيَّات العقل ، ومُحكمات وبديهيَّات الوجدان الَّتي لا يختلف عليها وجدان بشر ، ويوزنه مع منظومة معادلات وقواعد الدِّين والشَّريعة ؛ فإِذا أَورث له ذلك العرض : القطع واليقين بمطابقة هذا المتن والمضمون لتلك المُحكمات أخذ به ، وكانت حُجِّيَّة ذلك المتن عقليَّة وحيانيَّة ذاتيَّة . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كنز العمَّال ، 16 : 197/ح44218