معارف إِلٰهيَّة : (204) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /
12/08/2024
الدرس (204) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال الكلام في مُقدَّمة (المسائل العقائديَّة والمعرفيَّة ، المستفادة من عقائد و معارف الإمامِيَّة ؛عقائد ومعارف مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ) ، ووصل البحث بنا الى التَّنْبِيهات ، ولازال الكلام فيها ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى) الى التَّنْبِيه الثَّاني ، ولازلنا فيه ، ووصل البحث الى العنوان التالي : / المُرَاد مِنْ حُجِّيَّة المتن والمضمون / والمراد من حُجِّيَّة المتن ليست حُجِّيَّة الدِّلالة ، وإِنَّما ـ المراد ـ : نفس نظام المعلومات المُودعة في متن الدَّليل ، فيدرس الفقيه أَو الباحث ذلك المتن والمضمون ـ بِغَضِّ النَّظَر عن الدَّليل ودلالته ؛ وصدوره وسنده وجهته ؛ والكتاب الَّذي ورد فيه المتن والمضمون ـ ويعرضه على مُحكمات القرآن الكريم ، ومُحكمات السُّنَّة الشَّريفة القطعيَّة ، ومُحكمات وبديهيَّات العقل ، ومُحكمات وبديهيَّات الوجدان الَّتي لا يختلف عليها وجدان بشر ، ويوزنه مع منظومة معادلات وقواعد الدِّين والشَّريعة ؛ فإِذا أَورث له ذلك العرض : القطع واليقين بمطابقة هذا المتن والمضمون لتلك المُحكمات أخذ به ، وكانت حُجِّيَّة ذلك المتن عقليَّة وحيانيَّة ذاتيَّة . ثُمَّ إِنَّ تحصيل حُجِّيَّة المتن والمضمون ليست إِلَّا من شأن الفقهاء المُتضلِّعين في فقه الفروع ، وعلم الكلام ، وعلم العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ، وعلم الأَخلاق والآداب والنِّظام الرُّوحي والأَخلاقي والآدابي الدِّيني ، وعلم التَّفسير ، وعلم السِّيَر ، وغيرها . بخلاف حُجِّيَّة السَّنَد ؛ فإِنَّها يُمكن معرفتها من قِبَلِ عامَّة النَّاس ، وتدور مدار الحافظة ، كما أَشارت إِلى ذلك بيانات الوحي ، أَمَّا حُجِّيَّة المتن والمضمون فتحتاج إِلى حصول مطابقة لمُحكمات وأُصول وأُسس وقواعد ومعادلات الشَّرع والدِّين ، وهذه ليست من اختصاص إِلَّا الفقيه المُتَضلِّع في شَتَّىٰ العلوم الشَّرعيَّة والدِّينيَّة ؛ فحُجِّيَّة المتن والمضمون لا تدور مدار فقاهة الفقيه فحسب ، بل وتضلُّعه في كافَّة العلوم الشَّرعيَّة والدِّينيَّة . إِذَنْ : حُجِّيَّة المتن والمضمون تتطلَّب فقاهة وتضلُّع الفقيه بذلك العلم الَّذي يختصُّ به ذلك المتن والمضمون ؛ فلو لم يكن للفقيه باعٌ بالعلم الَّذي يختصُّ به المتن والمضمون فمن أَين يعرف حُجِّيَّة المتن والمضمون وعدمها. فتأَمَّل . وهذا بحث تصوُّريٌّ وتصديقيٌّ لا يتوقَّف على حُجِّيَّة صدور الخبر وسنده . / التنبيه الثَّالث: / / دين اللّه لا يُصاب بالعقول / إِنَّ العقل بمفرده يتيه في مباحث وأَبواب العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ومباحث وأَبواب فقه الفروع ؛ لكونها خارجة عن حريمه وعَالَمه ومكنته ، فلابُدَّ له من الإِهتداء والإِقتداء ببيانات الوحي ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار