الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | معارف إِلٰهيَّة : (211) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

معارف إِلٰهيَّة : (211) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

16/08/2024


الدرس (211) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (201 ) الى مُقدَّمة (المسائل العقائديَّة والمعرفيَّة ، المستفادة من عقائد و معارف الإمامِيَّة ؛عقائد ومعارف مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ) ، وقبل الدخول في صميم البحث لابُدَّ من تقديم تنبيهات وفوائد وقواعد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المسائل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) أَوَّلاً (74) تنبيها، ووصلنا ( بحمد الله تعالى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه العاشر: / /حقيقة الدِّين/ / الدِّينُ شاملٌ لجملة العوالم وكافَّة المخلوقات غيرالمتناهية/ إِنَّ الدِّين عبارة عن منظومة ونظام تَحَكُّم ، راسم للعلاقة بين الخالق عزَّوجلَّ وجملة المخلوقات ، ومن ثَمَّ لا يختصُّ بِعَالَمٍ مُعيَّنٍ ، ولا ببعض المخلوقات ـ كالجنِّ والإِنسِ ـ ، بل شامل للجميع . بخلاف الشَّريعة ؛ فإِنَّها مُختصَّة بِعَالَم الدُّنيا وبالثقلين ـ الجنّ والإِنس ـ . لكن : كثير من أَصحاب كُتُب : علم الفقه ، وعلم الكلام ، وعلم التَّفسير وغيرها يخلطون بين الدِّين والشَّريعة. والفارق بينهما : إِنَّ الدِّين يُطلق ويُراد به : مجموع العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ، وأَركان الفروع ، وأُصول الأَخلاق والآداب ، وأُصول واجبات ومُحرَّمات فقه الفروع . وهو شامل لكافَّة العوالم ولجملة المخلوقات ، ومن ثَمَّ يكون دين الأَنبياء عليهم السلام واحداً لدىٰ الجميع ، وهو دين الإِسلام . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله عزَّ من قائل : [إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ](1). 2ـ بيان قوله جلَّ قوله : [أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ](2). ودلالتهما واضحة . بخلاف الشَّريعة ؛ فإِنَّها تُطلق ويُراد بها : تفاصيل الفروع ، وهي مُختصَّة بالإِنس والجنِّ ، وبِعَالَم الدُّنيا بِنَشَآته الثلاث ـ عَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ، وعَالَم البرزخ ، وعَالَم آخرة الدُّنيا (الرَّجعة) ـ ، ولكُلِّ نبيٍّ شريعته الخاصَّة . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان قوله عزَّ قوله : [لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا](3) . ودلالته واضحة. إِذَنْ : الدِّين بمنظومته ومعارفه وعقائده لا يختصُّ بِعَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ، بل يشمل جملة العوالم والنَّشَآت ؛ وكافَّة المخلوقات غير المتناهية ؛ لكونه الرَّابطة بين الخالق عزَّوجلَّ وجميع المخلوقات غير المتناهية . وحيث إِنَّ ولاية أَهل البيت عليهم السلام من الدِّين ، بل من أُصوله وأُسسه وأَركانه كانت شاملة لكُلِّ العوالم وجملة المخلوقات غيرالمتناهية ؛ من بداية الخلقة والوجود إِلى ما لا نهاية له. وعليه : فالموقعيَّة العقائديَّة والمعرفيَّة المرتبطة تداعياتها بالدِّين تكون أَعظم هولاً ، وأَخطر أَثراً ، وأَعظم فائدةً من الموقعيَّة العقائديَّة المرتبطة تداعياتها بالشَّريعة. وحيث إِنَّ ولاية أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ومقاماتهم من الدِّين ، بل من أُصوله وأُسسه وأَركانه تكون تداعياتها أَخطر وأَعظم هولاً من دون قياس من تداعيات فقه الفروع والشريعة . / التَّنْبِيه الحادي عشر : / / تَعَصِّي البعض عن قبول ما ورد في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام/ العجب مِـمَّن يدَّعي ويزعم انتسابه إِلى مدرسة أَهل البيت صلوات الله عليهم وهو لا يقبل ببيانات الوحي الواردة في حقِّهم ، ويرفض طُرق العامَّة فضلاً عن طُرق الخاصَّة ، وكأَنَّه يقطع نفسه عن تراث السُّنَّة الشَّريفة. وقد حكمت كلمة المسلمين بالإِجماع على مَنْ يقطع نفسه عن هذا التراث العظيم والخطير بـ : الخروج عن مِلَّة المسلمين ؛... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) آل عمران : 19. (2) آل عمران : 83. (3) المائدة : 48