معارف إِلٰهيَّة : (212) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /
17/08/2024
الدرس (212) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (201 ) الى مُقدَّمة (المسائل العقائديَّة والمعرفيَّة ، المستفادة من عقائد و معارف الإمامِيَّة ؛عقائد ومعارف مدرسة أَهل البيت صلوات الله عليهم ) ، وقبل الدخول في صميم البحث لابُدَّ من تقديم تنبيهات وفوائد وقواعد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المسائل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) أَوَّلاً (74) تنبيها، ووصلنا ( بحمد الله تعالى) الى التَّنْبِيه التالي : التَّنْبِيه الحادي عشر : / / تَعَصِّي البعض عن قبول ما ورد في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام/ العجب مِـمَّن يدَّعي ويزعم انتسابه إِلى مدرسة أَهل البيت صلوات الله عليهم وهو لا يقبل ببيانات الوحي الواردة في حقِّهم ، ويرفض طُرق العامَّة فضلاً عن طُرق الخاصَّة ، وكأَنَّه يقطع نفسه عن تراث السُّنَّة الشَّريفة. وقد حكمت كلمة المسلمين بالإِجماع على مَنْ يقطع نفسه عن هذا التراث العظيم والخطير بـ : الخروج عن مِلَّة المسلمين ؛ فإِنَّ أَقلّ وأَدنىٰ مراتب الإِسلام ؛ ولا يصير الشخص من عبدة الشَّيطان(1) قبوله بالروايات المتواترة بين الفريقين. والإِنسان وإِنْ كان حرّاً في ذلك ، لكن : عليه أَنْ يعلن عن نفسه ، ويكون صريحاً مع الآخرين ، ولا يخدعهم ، ولا يُشبِّه ولا يُزيِّف عليهم : أَنَّه من المُتشبِّثين ببيانات الثقلين ، والصدق هو الأَهم ، والخداع معيب ودجل ومكر وخديعة. وإِلى أَصحاب هذا الخطّ تشير بيانات الوحي ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... أَيُّها النَّاس ، مالكم إِذا ذُكر إِبراهيم وآل إِبراهيم أَشرقت وجوهكم ، وإِذا ذكر مُحمَّد وآل مُحمَّد قست قلوبكم وعبست وجوهكم؟! والَّذي نفسي بيده لو عمل أَحدكم عمل سبعين نبيّاً لم يدخل الجنَّة حتَّىٰ يحبّ هذا أَخي عليّاً وولده ، ثُمَّ قال عليه السلام: إِنَّ لله حقّاً لا يعلمه إِلَّا أَنا وَعَلِيّ ، وإِنَّ لي حقّاً لا يعلمه إِلَّا الله وعَلِيّ ، وله حقّ لا يعلمه إِلَّا الله وأَنا»(2). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّ أَصحاب هذا الخطّ والمنهج والمسلك ومن جرىٰ على شاكلتهم يُحاولون بكُلِّ ما أُوتوا من صنعةٍ ـ بدعوىٰ التَّحقيق ـ بهدم كُلّ ما ورد من شؤونٍ وأَحوالٍ ومقاماتٍ وفضائلٍ وكمالاتٍ في حقِّ أَهل البيت صلوات الله عليهم تحت ذريعة : الغلو ؛ وما شاكله من ادِّعاء: ضعف السند أَو الدلالة ؛ وإِنْ كان ذلك ثابتاً بعشرات ، بل بمئات الطُرق والبيانات الوحيانيَّة والسِّيَر والنقول التأريخيَّة وما شاكلها ، وكانت دلالاته صريحة وواضحة كالشَّمس الضاحية ولا غبار عليها ، وفي مقابل ذلك لا يتورَّعون ولا تجد هذه الحساسيَّة موجودة عندهم في حقِّ سائر المخلوقات ، فيتشَبَّثون من دون أَيّ تقوىٰ بكُلِّ شاردةٍ وواردةٍ ، كتشبُّث الغريق بالطحلب؛ لإِثبات مقامات وكرامات وفضائل وكمالات لها ، ولا يعتنون بسندها ولا بدلالتها ، فما عدا مِمَّا بدا. / التَّنْبِيه الثَّاني عشر: / / أَعظم ظُلامة لأَهل البيت عليهم السلام جفوتهم في علومهم/ إِنَّ أَعظم ظُلامة وقطيعة تحصل بيننا وبين أَهل البيت صلوات الله عليهم: هجرانهم وجفوتهم في علومهم ؛ لاسيما العقائديَّة والمعرفيَّة ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مشكلة (إِبليس) وأزمته السرمديَّة في الخلقة ، الَّتي تذكرها بيانات الوحي لبدء طريق الشَّرِّ تكمن في عدم الولاية لولي الله (عزَّوجلَّ). (2) بحار الأَنوار ، 27 : 196/ح56. الروضة : 147