الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | معارف إِلٰهيَّة : (221) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

معارف إِلٰهيَّة : (221) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

26/08/2024


الدرس (221) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم أَجمعين ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (201 ) الى مُقدَّمة (المسائل العقائديَّة والمعرفيَّة ، المستفادة من عقائد و معارف الإمامِيَّة ؛عقائد ومعارف مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ) ، وقبل الدخول في صميم البحث لابُدَّ من تقديم تنبيهات وفوائد وقواعد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المسائل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) أَوَّلاً (74) تنبيها، ووصلنا ( بحمد الله تعالى) الى التَّنْبِيه العشرين ، وكان تحت عنوان (الحُجَج والمُحْكَمَات على مراتب طوليَّة) ، ولازال الكلام فيه ، ووصلنا في هذا الدرس الى العنوان التالي : / ضرورة التَّمسُّك بقوالب بيانات الوحي والغور في أَعماقها غير المتناهيَّة / / قاعدة التَّوقيفيّة شاملة لكافَّة المعارف الإِلهيَّة / / معنى قاعدة التَّوقيفيَّة : التَّمسُّك بأَلفاظ الوحي والغور في بحور معانيها / وهناك توصية وردت في بيانات أَهل البيت عليهم السلام المعرفيَّة ، حاصلها : أَنَّ الباحث والمُستنبط إِذا أَراد الاستعصام والتَّخَلُّص من الضَّلال والزيغ والانحراف فعليه نشب أَظفاره والتَّمَسُّك بكُلِّ ما أُوتي من قوَّة بأَلفاظ بيانات الوحي وعناوينها وقوالبها ، وإِلَّا ـ أَي : إِذا استبدل أَلفاظ بيانات الوحي وعناوينها وقوالبها بألفاظ وعناوين ومصطلحات وقوالب البشر ـ كان في معرض الارتطام في الضَّلال والزَّيغ والاِنحراف . وهذا أَحد معاني ما ورد عنهم صلوات اللّٰـه عليهم ؛ عن الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... فواللّٰـه لنحبّكم أَنْ تقولوا إِذا قُلْنا ، وتصمتوا إِذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين اللّٰـه»( 1) . فإِنَّه شامل بإِطلاقه إِضافة إِلى معاني بيانات الوحي شامل أَيضاً لأَلفاظها . إِذَنْ : حُجِّيَّة المتن المُنطلِقة من أَلفاظ بيانات الوحي هي الأَساس . ومعناه : أَنَّ قاعدة التوقيفيَّة والتَّوقيتيَّة لا تختصُّ بباب الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ، بل تشمل كافَّة المعارف الإِلٰهيَّة . لكن : ليس معنىٰ هذه القاعدة الجمود على أَلفاظ بيانات الوحي ؛ فإِنَّ ذلك حشويَّة وقشريَّة أَيضاً ، وإِنَّما معناها : التَّمسُّك بالقوالب الوحيانيَّة والغور في بحور معانيها المُتلاطمة الطمطامة غيرالمتناهية ، وهنا تكمن الصعوبة ، وتظهر حذاقة الفقيه المُتضَلِّع، وقوَّة فقاهته . /خلاصة ما تقدَّم/ والخلاصة : أَنَّ حُجِّيَّة الخبر عند جلَّ العلماء مُترتِّبة طولاً في مقام الاستنباط وبالشَّكل التَّالي : أَوَّلاً : حُجِّيَّة المتن والمضمون ، ثُمَّ صحَّة وحُجِّيَّة الكتاب ( 2)، ثُمَّ حُجِّيَّة الطَّريق والسند . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1) بحار الأَنوار ، 2: 95/ح37. ( 2) سيأتي (إِنْ شاء اللّٰـه تعالىٰ) في ختام هذه القضيَّة التَّعَرُّض إِلى هذه الحُجِّيَّة والجهة الثانية من جهات الحُجِّيَّة ، وهي صِحَّة و حُجِّيَّة الكتاب ؛ فانتظر هُنيئة . ونكتة التَّأخير : كيما لا يحصل تشتيت وتشويش في المطلب