الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف الهية(4)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف الهية(4)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

20/01/2024


الدرس : ( 4)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، لكن قبل الدخول في صميم البحث يجدرالإِلتفات إِلى امور ، سنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ستة منها ، مر الكلام عن الامر الاول والثاني والثالث ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى الامر : الَّرابع : أَنَّ مطلق الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ـ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ـ مخلوقات إِلٰهيَّة ـ كما تقدَّم ـ ، لكن ليس لها حدود وتناهي وحدوث ولون خلقي، وإِنَّما حدود وتناهي وحدوث في الحُجب والسدنة الربوبيَّة ؛ فإِنَّ اسم الرحمٰن غير اسم الرَّحيم ، وهما غير اسم القادر ، وهذه الثلاثة غير اسم الأَوَّل ، وهذه الأَربعة غير اسم الآخر ، وهلمَّ جرّاً. وبعبارة أُخرىٰ : أَنَّه حينما تقول : (رحمٰن) لا تستغني بوصفه عن اسم (الرَّحيم) ؛ فكمال الرحمٰن كاسمٍ ووصفٍ لا ينطوي على كمال الرَّحيم . وعندما تقول : (أَحد) و (واحد) فكمال كُلِّ واحدٍ منهما لا ينطوي على كمال الآخر ، بل ولا ينطوي على كمال سائر الأَسماء الإِلٰهيَّة ؛ كـ : اسم : (العَالِم) و(القادر). وهذه حدود ونهايات ومغايرة وإِنْ لم تكن حدود ونهايات ومغايرة خلقيَّة ؛ لكنَّها كاشفة عن حدوث وتناهي خفيٍّ ؛ وحدود ومغايرة خفيَّة ؛ مُنزَّه عنها الباري ـ المُسمَّىٰ ـ (تقدَّس ذكره). إِذَنْ : مُطلَق الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة ـ أَفعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ـ وإِنْ كانت لا محدودة ولا متناهية بلحاظ حقائقها وما تحتها من جملة العوالم وسائر المخلوقات ، لكنَّه إِذا قوبل بعضها بالآخر كانت محدودة ومتناهية ، فالاسم الإِلٰهي (الأَوَّل) وإِنْ كان لا محدوداً ولا متناهياً بلحاظ حقيقته ، لكنَّه إِذا قوبل بالاسم الإِلٰهي (الآخر) صار محدوداً ومتناهياً ، لكن هذه ليست حدود وتناهي خلقي ، وإِنَّما حدود وتناهي الشؤون الإِلٰهيَّة . ويُعبِّر أَهل المعرفة عن هذه القضيَّة بـ: «دولة الأَسماء» ؛ فإِنَّ لكلِّ اسمٍ إِلٰهيٍّ دولته الخاصَّة به . وهذا التعبير مُستفاد من بيانات الوحي الإِلٰهي ، منها: 1 ـ بيان قوله تعالىٰ : [ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن] (1). 2ـ بيان دعاء الإِفتتاح للحُجَّة ابن الحسن عجَّل الله تعالىٰ فرجه : «... وَاَيْقَنْتُ اَنَّكَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ في مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاَشَدُّ الْمُعاقِبينَ في مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَاَعْظَمُ الْمُتَجَبِّرِينَ في مَوْضِعِ الْكِبْرياءِ وَالْعَظَمَةِ...»(2). ومعناه : أَنَّ كمال الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة أَعظم وفوق هذه الشؤون والأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة. ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1 ) الرحمٰن : 29 . (2 ) بحار الأَنوار ، 94 : 337