الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | معارف إِلٰهيَّة : (229) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

معارف إِلٰهيَّة : (229) ، مسائل وفوائد و قواعد في معارف الإِماميَّة / المُقدَّمة / تنبيهات /

03/09/2024


الدرس (229) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم أَجمعين ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (201 ) الى مُقدَّمة (المسائل العقائديَّة والمعرفيَّة ، المستفادة من عقائد و معارف الإمامِيَّة ؛عقائد ومعارف مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ) ، وقبل الدخول في صميم البحث لابُدَّ من تقديم تنبيهات وفوائد وقواعد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المسائل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) أَوَّلاً (74) تنبيها، ووصلنا ( بحمد الله تعالى) الى التَّنْبِيه العشرين ، وكان تحت عنوان (الحُجَج والمُحْكَمَات على مراتب طوليَّة) ؛ فلِحُجِّيَّة الخبر مراتب طوليَّة من عدَّة جهات ، أَهمُّها ثلاث : الأُوْلَىٰ : حُجِّيَّة المتن. الثَّانية : صحَّة وحُجِّيَّة الكتاب. الثَّالثة : حُجِّيَّة الطَّريق والسَّند. ولازال الكلام في أَدلَّة تراتب هذه الحُجَج الثلاث ، ووصلنا في هذا الدرس الى الدليل والبيان الثَّامن : 8 ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «عليكم بالدِّرَايَات لا بالروايات»( 1). 9ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «اُعْقُلُوا الخبر إِذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ؛ فإنَّ رواة العلم كثير ورعاته قليل»(2). 10ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... وترككَ حديثاً لم تروه خير من روايتكَ حديثاً لم تحصه ، إِنَّ على كُلِّ حَقٍّ حقيقة ، وعلى كُلِّ صوابٍ نوراً ، فما وافق كتاب اللّٰـه فخذوا به وما خالف كتاب اللّٰـه فدعوه» ( 3). 11ـ بيان الإِمام الباقر مُخاطباً ولده الإِمام الصَّادق عليهما السلام : « يا بُنَيَّ ، اُعْرُف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ؛ فإنَّ المعرفة هي الدِّرَايَة للرُّواية ، وبالدِّرَايَات للرُّوايات يعلو المؤمن إِلى أَقصى درجات الإِيمان ، إِنِّي نظرتُ في كتابٍ لِعَلِيٍّ عليه السلام فوجدتُ في الكتاب : أَنَّ قيمة كُلّ امرئٍ وقدره معرفته ، إِنَّ اللّٰـه تبارك وتعالىٰ يُحاسب النَّاس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدُّنيا»( 4). 12ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «رواة الكتاب كثير ، ورعاته قليل ، فكم من مستنصحٍ للحديث مستغش للكتاب ، والعلماءُ تحزنهم الدِّرَايَة ، والجهَّال تحزنهم الرواية»( 5). 13ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «حديث تدريه خير من أَلفٍ ترويه ، ولا يكون الرَّجُل منكم فقيهاً حتَّىٰ يعرف معاريض كلامنا ...»( 6). ودلالته ـ كدلالة سوابقه ـ واضحة على ضرورة الدِّرَايَة بمتن ومضمون الرُّواية ، وعدم صحَّة واعتبار وحُجِّيَّة منهج الاِقتصار على مُجَرَّد الرُّواية . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 2 : 160/ح12. (2) المصدر نفسه : 161/ح21. (3) المصدر نفسه : 165/ح25. ( 4) المصدر نفسه : 184/ح4. ( 5) المصدر نفسه ، 2 : 161/ح14. ( 6) المصدر نفسه : 184/ح5