معارف الهية(5) تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ
21/01/2024
الدرس : ( 5 )/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ »، لكن قبل الدخول في صميم البحث يجدرالإِلتفات إِلى امور ، سنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ستة منها ، مر الكلام عن الامر الاول والثاني والثالث والرابع، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى الامر : الخامس : أَنَّ لكثير من الأُمور وجودين : أَحدهما : حقيقي ، والآخر : مجازي عقلي ، والمجاز العقلي يدور مدار كيفيَّة الإِستعمال. ثُمَّ إِنَّ الباحث في أَبواب المعارف لا يهمُّه كثيراً التَّمييز بين الحقيقة اللغويَّة والمجاز العقلي ؛ لأَنَّ دأَب الباحث في أَبواب المعارف التحرِّي عن الحقائق العقليَّة والتَّكوينيَّة ، دون المجازات العقليَّة. إِذَنْ : البحث في علوم المعارف ينصبُّ أَوَّلاً وبالذَّات على الحقائق العقليَّة ، خلافاً لعلم (الأَخلاق) وعلم (النَّفس والروح) ؛ فإِنَّهما علمان إِعتباريان ، نعم يُبحث في نهاياتهما عن الحقائق التَّكوينيَّة . وخلافاً لعلم (السياسة) وعلم (الإِجتماع) والعلوم (الإِنسانيَّة) ؛ فإِنَّها علوم إِعتباريَّة. لكن : هذا لا يعني عدم تأثير الإِعتباريَّات في الحقائق التَّكوينيَّة ، لا سيما على المبنىٰ المختار القائل: أَنَّ الإِعتبار الصّادق : إِدراك تكوينيّ مبهم ومن بُعد ، في قبال العلوم التَّكوينيَّة التَّفصيليَّة؛ فإِنَّها تفصيل للحقائق. وعليه : فتندرج ـ بشكل واضح ـ العلوم الإِعتباريَّة في بحوث الحقائق التَّكوينيَّة. السَّادس : أَنَّ استبداد الباحث في أَبواب المعارف والعقائد بالأَدلَّة العقليَّة من دون الإِستعانة ببيانات الوحي الإِلٰهي يجعله في عرضة ومعرض الهلاك والخطر الدائم ؛ فإِنَّ العقل وقدرته لَـمَّا كانا محدودين بلحاظ ما فوقهما فقد تَـجُـرَّاه إِلى إِعتقادات فاسدة وكاسدة وباطلة يخلد بسببها (والعياذ بالله تعالىٰ) في نار جهنَّم وبئس المصير. ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار