مَعَارِف إِلْهِيَّة : (235) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
09/09/2024
الدَّرْسُ (235) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه الخامس و العشرون: / / اِقتِنَاصُ منظومة العقائد والمعارف لا يتمُّ إِلَّا من مجموع المصادر / هناك الكثير من المؤمنين ، بل من أَهل الفضل والفضيلة والْاِجْتِهَاد والتَّحقيق والتَّحصيل الْعِلْمِيِّ يعيشون في غفلةٍ عميقةٍ جِدّاً عن منظومة العقائد الإِيمانيَّة ؛ فإِنَّهم رُبَما يتخيَّلون إِمكان اِقتِنَاصها من مصدر أَو مصدرين أَو ثلاثة ـ كـ : كتاب التَّجريد وشرحه ، وكتاب الباب الحادي عشر ، وكتاب عقائد الإمَامِيَّة ـ ، لكنَّها : غفلة بعيدة عن الحقيقة ؛ فإِنَّ ما كتبه الأَعلام بالضرورة ليس كمال وتمام بناء مدرسة أَهل البيت عليهم السلام ؛ لأَنَّها بحور خِضَمٌّ زاخرة ، طمطامة غير متناهية أَبد الآباد ودهر الدُّهور ؛ فتكون خارجة عن مكنة إِستيعاب جملة المخلوقات. وعليه : فلا يمكن حصر المسار الرسمي لمدرسة أَتباع أَهل البيت عليهم السلام إِلَّا بمجموع أَجيال علماء الإمَامِيَّة ـ فقهاء وفلاسفة ومُتكلِّمين وأَهل المعرفة ومُفسِّرين ورجاليِّين وغيرهم ـ منذُ عصر النصُّ والتَّشريع إِلى يومنا هذا ، ومن ثَمَّ لا يُمكن تلخيص واختصار مدرسة الإمَامِيَّة (أَعزَّهم اللّٰـه تعالىٰ) بشخصيَّة مُعيَّنة من علماء الإمَامِيَّة وفي أَيِّ مجالٍ كان ـ كالشَّيخ الطُّوسيّ والنَّجاشي(1) ـ ولا بجيلٍ ولا بأَجيالٍ مُتعدِّدةٍ ، فيُخطئ مَنْ يتوهَّم خلاف ذلك ، ويكون بعيداً عن الحقيقة والصَّواب ؛ وصاحب منهجاً منكوساً. وبالجملة : مدرسة الإمَامِيَّة لا تتمثَّل إِلَّا بمجموع علماء الإمَامِيَّة عبر كافَّة الأَجيال. وهذه ليست عاطفة ودغدغة أَحاسيس ، وإِنَّما قضيَّة لبيان واقع. / التَّنْبِيه السادس و العشرون: / / قصور التصانيف من شمول جملة علومها/ / جملة العلوم والمعارف مُودعة في البديهيَّات/ / فتقُ غير المعصوم للبديهيَّات لا يكون إِلَّا بالتَّدريج/ هناك كثير من المتواترات والمُبدَّهات والضروريَّات الثَّابتة في بيانات الوحي ؛ والبديهيَّات(2) والضروريَّات الثابتة إِرتكازاً عند المسلمين فضلاً عن المؤمنين مغفول عنها تفصيلاً في كُتُب العقائد والمعارف والكلام وكلمات الأَعلام ، ومن ثَمَّ يحتاج فتقها وبلورتها إِلى تنامي في العقل البشري. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ذهب البعض إِلى أَنَّ النجاشي أَقوىٰ علماء الإمَامِيَّة في علم الرِّجَال. والحقّ : أَنَّه وإِنْ كان كذلك في علم الأَنساب والتَّراجم والتأريخ وعلم الأَسمآء والكُنىٰ ، لكنَّه ليس كذلك في علم العقائد ؛ والَّذي هو أَخطر وأَهمّ العلوم لتنقيح المُفردات الرجاليَّة وتوثيق الرُّواة ، فإِنَّه قطرة في بحر الشَّيخ الطوسي ، ومن ثَمَّ لا يُعتَمَد على جرحه وتعديله. ثُمَّ إِنَّ مَنْ لم يلتفت إِلى هذه القضيَّة فسيجني على تراث الوحي ، وعلى باب الجرح والتَّعديل عند الإمَامِيَّة وغيرهم ، فالتفت . (2) ينبغي الاِلتفات : أَنَّ تبدُّه مباحث التَّوحيد والنُّبوَّة والوحي والإِمامة والمعاد وسائر أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة مبتنية على التنزيل والتدريج ، بل قابليَّة وطبيعة الإِنسان ، بل وطبيعة عَالَم الدُّنيا مبتنية على ذلك