مَعَارِف إِلْهِيَّة : (236) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
10/09/2024
الدَّرْسُ (236) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه السادس و العشرون: / / قصور التصانيف من شمول جملة علومها/ / جملة العلوم والمعارف مُودعة في البديهيَّات/ / فتقُ غير المعصوم للبديهيَّات لا يكون إِلَّا بالتَّدريج/ هناك كثير من المتواترات والمُبدَّهات والضروريَّات الثَّابتة في بيانات الوحي ؛ والبديهيَّات(1) والضروريَّات الثابتة اِرْتِكَازاً عند المسلمين فضلاً عن المؤمنين مغفول عنها تفصيلاً في كُتُب العقائد والمعارف والكلام وكلمات الأَعلام ، ومن ثَمَّ يحتاج فتقها وبلورتها إِلى تنامي في العقل البشري. وهذه القضيَّة لا تختصُّ بالعلوم الدينيَّة ، بل تشمل أَيضاً جملة العلوم البشريَّة ، ومن ثَمَّ ذهب المناطقة والفلاسفة والمُتكلِّمون وذوي المعرفة والعقليَّات إِلى أَنَّ جملة العلوم ومسائل العلم والمعرفة مُودعة في البديهيَّات ، لكنَّها تحتاج إِلى مَنْ يُفكِّكها ويخرج لباب دررها. فاللّٰـه عزَّوجلَّ والمعصوم عليه السلام لهما القدرة على تفكيكها من دون تدريج ، بخلاف سائر البشر؛ فإِنَّ لهم القدرة على تفكيكها ، لكن بشكلٍ تدريجي جيلاً بعد جيل. وهذه نكتة مُهمَّة. وعليه : فلا يُستَغْرَب من وصول جيل من علماء المسلمين إِلى حقائق في الدِّين ـ استناداً للضروريَّات والبديهيَّات والمتواترات ـ غفلت عنها أَجيال المُتقدِّمين ، مع أَنَّها واقعة بين أَيديهم ، لكنَّهم لم يلتفتوا إِليها ومن ثَمَّ غفلوا عن فتقها وبلورتها. / الفارق بين البِدْعَة والتَّحقيق والتَّجديد/ وهذه القضيَّة ليست من البِدْعَة في شيءٍ ، بل تحقيقٌ وتجديدٌ في الدِّين. بعد الاِلتفات : أَنَّ الفاصل والفارق بين التَّحقيق والبِدْعَة يكمن في : أَنَّ النتائج الَّتي يتوصَّل ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الاِلتفات : أَنَّ تبدُّه مباحث التَّوحيد والنُّبوَّة والوحي والإِمامة والمعاد وسائر أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة مبتنية على التنزيل والتدريج ، بل قابليَّة وطبيعة الإِنسان ، بل وطبيعة عَالَم الدُّنيا مبتنية على ذلك