مَعَارِف إِلْهِيَّة : (238) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
12/09/2024
الدَّرْسُ (238) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه السابع و العشرون: / / عدم تناهي الحقيقة / / عدم وقوف المعارف والعقائد الإِلهيَّة عند حدٍّ مُعيَّن/ إِنَّ معرفة العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة في جملة أَبوابها لا تقف بالضرورة أَبداً عند مرتبة مُعيَّنة. وهذا لا يعني سفسطة وتشكيك في الحقيقة ، وإِنَّما يعني: عدم تناهي الحقيقة ، ومن ثَمَّ أَقرَّت البشريَّة بوجدانها : أَنَّ مسيرة العلم لا تقف أَبداً عند حدٍّ مُعيَّنٍ ؛ ولا يُسَدُّ بابها في يوم ما . وهذا لا يعني التَّشكيك في بديهيَّات العلوم والحقائق المُكتشفة ، وإِنَّما يعني : أَنَّ الحقيقة الماديَّة في بُعدها الفيزيائي ـ مثلاً ـ غير متناهية بالقياس إِلى الإِمكانيَّات والقدرات البشريَّة. ومنه يتَّضح : مدىٰ فساد دعوىٰ مَنْ يدَّعي : أَنَّه لا تقولوا ما لم يقله الأَوائل. ويتَّضح أَيضاً : أَنَّ التفاوت في درجات ومراتب الكمال نسبيَّة في الحقيقة ، كما أَشارت إِلى ذلك بيانات الوحي ؛ وتعني : سعة مراتب الحقيقة ، بخلاف النِّسبيَّة المطروحة في المدارس الماديَّة والسفسطيَّة ؛ فإِنَّها تعني : المزج بين الحقيقة والباطل ، وهذه نسبيَّة تشكيكيَّة. / التَّنْبِيه الثامن و العشرون: / / استحالة استقصاء خرائط عَالَم المخلوقات الواردة في بيانات الوحي/ إِنَّ فهرست خرائط عَالَم المخلوقات الواردة في بيانات أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم مهولة وعظيمة ومفزعة جِدّاً ، بل لا يمكن لمخلوق ما استقصائها ؛ لأَنَّها وحي مُعجز. وهذه حقيقة تطفح لمن يستيقظ بحاسته العقليَّة والذوقيَّة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار