معارف ألهية (6)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ
21/01/2024
الدرس : ( 6 )/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، لكن مر الكلام انه قبل الدخول في صميم البحث يجدرالإِلتفات إِلى ستة امور ، وقد تم الانتهاء منها ( بحمد الله تعالى ) في الدرس المتقدم ، ولتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات : /المُقدِّمة الاولى:/ /أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة/ إِنَّ الثابت بالضرورة الدينيَّة والشَّرعيَّة ، وعند كافَّة فرق المسلمين ، وبالبيانات الوحيانيَّة البالغة فوق التواتر اللَّفظي والعقلي والوحياني : أَنَّ أَشرف وأُكمل جملة المخلوقات ، وأَوَّل ما خلق اللَّـه على الإِطلاق : طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة. فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «إِنَّ اللَّـه (عزَّوجل) خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نورٍ واحدٍ ... ثُمَّ خلق اللَّـه السَّماوات والأَرض ، وخلق الملائكة ، فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً ، فسبَّحنا ... فسبَّحت الملائكة ، وكذا(1) في البواقي ، فنحن المُوحِّدون حيث لا مُوحِّد غيرنا ، وحقيق على اللَّـه عزَّوجلَّ كما اختصَّنا واختصَّ شيعتنا أَنْ يزلفنا وشيعتنا في أَعلىٰ عليِّين ، إِنَّ اللَّـه اصطفانا واصطفىٰ شيعتنا من قبل أَنْ نكون أَجساماً...»(2). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّه لو كانت هناك مخلوقات من جملة المخلوقات والعوالم ـ منها : عَالَم المُجرَّدات التامَّة ؛ عَالَم السرمد والأَزل ؛ عَالَم الصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ فضلاً عمَّا دونها ـ مخلوقة قبل رأس هرم طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة لَـمَا عبَّر صلى الله عليه واله وأَطلق بيانه : «فنحن المُوحِّدون حيث لا مُوحِّد غيرنا». بعد الإِلتفات : أَنَّ الأَسمآء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ ، والصفات الإِلٰهيَّة ـ ذاتيَّة كانت أَم فعليَّة ـ مخلوقات مُكرَّمة مهولة ، تُسَبِّح اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ وتمجِّده وتُقدِّسه وتُوحِّده ، وسياتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) توضيح وبيان وادلة ذلك في المُقدِّمة الثانية ، في الدرس : (9 ) ، فانتظر هنيئة . 2ـ بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «أَوَّل ما خلق اللَّـه نوري ، ابتدعه من نوره ، واشتقَّه من جلال عظمته ، فأَقبل يطوف بالقدرة حتَّىٰ وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثُمَّ سجد للَّـه تعظيماً ففتق منه نور عَلِيّ عليه السلام ، فكان نوري مُحيطاً بالعظمة ، ونور عَلِيّ محيطاً بالقدرة ، ثُمَّ خلق العرش واللوح والشَّمس وضوء النهار ونور الأَبصار ، والعقل والمعرفة ، وأَبصار العباد وَأَسماعهم وقلوبهم من نوري ، ونوري مُشْتَقّ من نوره. فنحن الأَوَّلون ونحن الآخرون، ونحن السَّابقون ... ونحن كلمة اللَّـه ، ونحن خاصَّة اللَّـه ... ونحن وجه اللَّـه ... ونحن يمين اللَّـه ... ونحن محال قدس اللَّـه...»(3). 3ـ بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «... خلقنا اللَّـه نحن حيث لا سماء مبنيَّة ولا أَرض مدحيَّة ، ولا عرش ولا جنَّة ولا نار ، كُنَّا نُسبِّحه حين لا تسبيح، ونقدِّسه حين لا تقديس ، فلمَّا أَراد اللَّـه بدء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش فنور العرش من نوري ، ونوري من نور اللَّـه ، وأَنا أَفضل من العرش ، ثُمَّ فتق نور ابن أَبي طالب فخلق منه الملائكة ... وفتق نور ابنتي فاطمة منه فخلق السَّماوات والأَرض ... ثُمَّ فتق نور الحسن فخلق منه الشَّمس والقمر ... ثُمَّ فتق نور الحسين فخلق منه الجنَّة والحور العين...»(4). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة على أَنَّ أَوَّل جملة المخلوقات وأَشرفها طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ، وإِلَّا لَـمَا عبَّر صلى الله عليه واله وأطلق قوله : «وكُنَّا نُسبِّحه حين لا تسبيح ، ونقدِّسه حين لا تقديس» ، وكذا كلامه صلى الله عليه واله : «فَلَمَّا أَراد اللَّـه بدء الصنعة فتق نوري منه ...». 4ـ بيانه ’ مخاطباً أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «... يا عَلِيّ ... ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) زاد في المصدر : «وقدَّسنا وقدَّست شيعتنا ، وقدَّست الملائكة ، وكذا». (2) بحار الأَنوار ، 27 : 131/ح122. المحتضر : 112 ـ 113. (3) بحار الأَنوار ، 25 : 22/ح38. رياض الجنان : (مخطوط). (4) بحار الأَنوار ، 25 : 16/ ح30