مَعَارِف إِلْهِيَّة : (255) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
29/09/2024
الدَّرْسُ (255) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه الخامس و الْأَرْبَعُون: / / كميَّة تراث الوحي الواصلة إِلينا نَزُرٌ يسير/ هناك مادَّة ومعلومة رجاليَّة ، ومادَّة ومعلومة درائيَّة ضروريّة ونفيسة جِدّاً ؛ يلزم أَنْ تعيش في الذهن ، يُستفاد منها في مباحث رجاليَّة وحديثيَّة ودرائيَّة كثيرة جِدّاً ، ينبغي صرف النظر إِليها ، وعدم الغفلة أَو التَّغافل عنها ، حاصلها : أَنَّ مصادر تراث حديث مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الواصلة إِلينا في العصر الرَّاهن لا تُمثِّل كم التراث الحديثي الواصل في القرن الرابع(1)، بل ولا القرن الخامس(2)، أَو السَّادس(3) أَو السَّابع(4) أَو الثَّامن(5) أَو التَّاسع(6) أَو العاشر(7) أَو الحادي عشر(8)؛ فإِنَّ كميَّته الواصلة في هذه القرون أَوسع وأَكثر مِـمَّا وصل إِلينا في هذه العصر ، بل كلَّما تقدَّمت القرون ـ والعياذ باللّٰـه تعالىٰ ـ تآكل تُراث الحديث. والاِلْتِفَاتُ إلى هذه الظاهرة ينفع في أُمورٍ كثيرةٍ. وللتوضيح : لاحظ الأَمثلة التالية(10): الأَوَّل : كُتُب المقاتل ؛ فإِنَّ من يستقصي مِئات المصادر الرجاليَّة والحديثيَّة القديمة كـ : كتاب : (رجال الكشي) و(رجال النجاشي) و(فهرست الشَّيخ الطوسي) و(فهرست منتخب الدِّين ؛ لابن بابويه) فسيجد أَنَّ الفارق بين ما وصل إِلينا من مَقاتل وما وصل إِليهم شاسع جِدّاً. الثَّاني : كُتُب المزار ؛ فإِنَّ مَنْ يتتبَّع عنوان : (المزار) المسطور في كُتُب الرِّجَال والحديث وغيرها فسيجد أَنَّ الفارق بين ما وصل إِلينا من تصانيف وكُتُب المزار ، وما وصل إِلى المُتقدِّمين شاسع جِدّاً. وعلى هذا قس : كُتُب : (الأَدعية) و(التَّفسير) و(الحديث) وغيرها من كُتُب التراث الدِّيني. وعليه : كيف يحقُّ لمُحقِّقٍ أَو باحثٍ أَو ناقدٍ بناء استظهاراته وتساؤولاته وإِشكالاته على عدم معروفيَّة كتاب مُعيَّنٍ وصل إِلينا في العصر الراهن من كُتُب المَقاتل أَو كُتُب الزيارات أَو كُتُب الأَدعية ، وعدم معروفيَّة دعاء مُعيَّن وصل إِلينا ، أَو عدم معروفيَّة زيارة مُعيَّنة اِعْتِمَاداً على ما وصل إِلينا من مصادر كُتُب الأَدعية والمزارات. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) القرن الرَّابع الهجري قرن : ابن قولويه الابن أُستاذ الشَّيخ المفيد ، وقرن الشَّيخ الصدوق والمفيد. (2) القرن الخامس قرن : السيِّد المرتضىٰ ، والشَّيخ الطوسي. (3) القرن السَّادس قرن : ابن إِدريس الحلِّي ، وقطب الدِّين الراوندي ، والمشهدي ـ صاحب كتاب: (مزار المشهدي). (4) القرن السَّابع قرن : المحقِّق الحلِّي ، وابن طاووس. (5) القرن الثَّامن قرن : العلَّامة الحلِّي. (6) القرن التَّاسع قرن : فخر المحقِّقين ابن العلَّامة الحلِّي ، والشهيد الأَوَّل. (7) القرن العاشر قرن : الشَّهيد الثاني ، ووالد الشَّيخ البهائي. (8) القرن الحادي عشر قرن : المجلسيين ، والحرّ العاملي ، والسيِّد هاشم البحراني ، والفيض الكاشاني. (9) هذه الأَمثلة مُهمَّة جِدّاً