الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (260) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (260) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

05/10/2024


الدَّرْسُ ( 260) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه الثَّامن و الْأَرْبَعُون: / / اِنْبِثَاق شؤون المخلوق من السَّاحة الإِلهيَّة / إِنَّه يتَّضح مِـمَّا تقدَّم : ما هو ثابت منطقيّاً وعقليّاً ، بل ومن ثوابت وقوانين وقواعد علوم المعارف : (أَنَّ جملة شؤون المخلوق منبثقة من الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المقدَّسة) ؛ فإِنَّه بعدما مرَّ في الأَبحاث المُتقدِّمة ، بل وما سيأتي (إِنْ شاء اللّٰـه تعالىٰ) من أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة هي : (نظام عَالَم الخلقة والوجود والإِمكان ، ووسائط الفيض الإِلٰهيّ الحصريَّة ، والوسيلة والعلل الغائيَّة والفاعليَّة الإِلٰهيَّة الفاردة ، ووجه اللّٰـه ، والسبيل والسبب والباب والحجاب والرباط الإِلٰهي الحصري والأَدْنَى) بين الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (جلَّت آلاؤه) ، و طُرّ العوالم وجملة المخلوقات تنعكس فيها كافَّة الأَسمآء والصِّفات والشؤون الإِلٰهيَّة ـ إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها تخصُّصاً وموضوعاً ـ ، وتتصرَّف(1) بالمخلوقات وعوالمها وشؤونها ، وبكُلِّ ما يرد إِليها ويصدر منها ، ولا يعزب عنها مثقال ذرَّة في السَّماوات والأَرضين من شؤون جميع المخلوقات وأَفعالها ، ولا أَصغر من ذلك ولا أَكبر ، كُلّ ذلك بإِذن اللّٰـه ـ المُسَمَّىٰ ـ (تبارك اسمه) ، وبقوَّته ومَنِّه وعطائه ، وكُلُّ ما يصدر من تلك الطبقات ـ طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ـ هو : (اِنْعِكَاسٌ ، وحكاية ، وظهور ، وتَجَلِّي) لأَسماء وصفات وشؤون الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ؛ كانت(2) جملة شؤون المخلوقات منبثقة عن الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هذا عطف على كلمة (تنعكس) ، فتكون العبارة هكذا : (بعدما مرَّ ... أَنَّ طبقات حقائق أَهل ... هي ... علل إِلٰهيَّة ... تتصرَّف بالمخلوقات ...). (2) هذه الجملة تعود لصدر المبحث ، أَي : جواب (الفاء) الداخلة على (إِنَّه) ، فتكون العبارة هكذا: (فإِنَّه بعدما مرَّ ... كانت جملة شؤون ...)