الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (261) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (261) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

06/10/2024


الدَّرْسُ (261) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه التَّاسع و الْأَرْبَعُون: / / التفكيك في مقام البحث والْاِسْتِنْبَاط بين أَصُول الدين وفروعه / إِنَّ نكتة عدم تفرقة بعض الفقهاء بين أَحوال وشؤون وخواصّ وصفات أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، وأَحوال وشؤون وخواصّ وصفات أَبدان سائر البشر ـ ومن ثَمَّ حكموا (والعياذ باللّٰـه تعالىٰ) بالنجاسة على ما يخرج من أَبدانهم صلوات اللَّـه عليهم الشَّريفة المُقدَّسة ؛ كالدم وما شاكله من الأُمور المحكوم عليها شرعاً بالنجاسة ؛ الخارجة من أَبدان سائر البشر ؛ تمسُّكاً بإِطلاقات الأَدلَّة الشرعيَّة الدالَّة على النجاسة ، ولم يلتفتوا وغفلوا أَو تغافلوا عن الكم الغفير الهائل من بيانات الوحي المعرفيَّة ، البالغة حدّ الضرورة ، الحاكمة والمُصرِّحة بوجود فارق سنخيّ بين أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم وأَبدان سائر البشر ـ وذلك تبعاً للمنهج المُتَّبع الَّذي يُفكِّك في مقام اِسْتِنْبَاط الأَحكام الشرعيَّة بين الشريعة والدِّين ؛ فيصبُّون نظرهم في مقام الْاِسْتِنْبَاط على الأَدلَّة الشرعيَّة ، ويعرضون عن الأَدلَّة الدينيَّة ـ المعرفيَّة والعقائديَّة ـ الواردة في بيانات الوحي ، وهذه عثرة شنيعة ؛ فإِنَّه كيف يمكن الوصول إِلى النتائج الحقَّة بعد التفكيك بين الأَصل وفرعه . فالفقيه من أَتباع مدرسة أَهل البيت عليهم السلام لا يمكنه الطيران والتحليق في سماء معرفة الأَحكام الشرعيَّة ، والغوص والغور في بحور معاني وحقائق بيانات وأَدلَّة الوحي المتلاطمة في مقام الْاِسْتِنْبَاط ، والوصول إِلى النتائج الحقَّة المَرَضِيَّة لدىٰ أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بجناحٍ فاردٍ ، بل لا بُدَّ له من أَنْ يضمَّ إِليه الجناح الآخر ، ليطير ويُحَلِّق ويغور في عوالم علوم الوحي الطَّمْطَامة ، وحقائقه المهولة العظيمة غيرالمتناهية أَبد الآباد ودهر الدهور بجناحين : أَحدهما ـ وهو الركن الرَّكين والعمود الفقري والأَساسي ـ : ملاحظة البيانات الوحيانيَّة الدينيَّة العقائديَّة والمعرفيَّة ؛ فإِنَّ لها عظيم الانعكاسات والآثار والثمار والفوائد الواضحة على الشريعة . ثانيهما : ملاحظة البيانات الوحيانيَّة الشرعيَّة. وهذه العثرة أَوقعت مُتَّبعي هذا الخط والمنهج بعثرات شنيعة ، وأَنكروا بسببه جملة أُمور وقضايا وأَحكام وقواعد ، بعضها نخاعيَّة في الدِّين والشريعة . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار