الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (266) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (266) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

11/10/2024


الدَّرْسُ (266) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه الرَّابع و الخَمْسُونَ : / / اِسْتِحَالَة الإِحاطة بالجهة المخلوقيَّة في حقائق أَهل البيت عليهم السلام/ إِنَّ من علامات الإِيمان : اِعْتِقَاد المخلوق ـ مهما بلغ نبوغه وارتقت مراتبه المعرفيَّة والعلميَّة وتعالت فضائله وكمالاته ـ بـ : عدم إِمكان إِحاطته بسرِّ خلقة ومخلوقيَّة المعصوم عليه السلام ، بل ولا بلوغها ، وإِلَّا اِرْتَطَمَ بالتقصير في حقِّ المعصوم عليه السلام ، وبالغلوِّ في حقِّ نفسه. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي الوافرة الباهرة ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه المُتقدِّم : «... لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لا تبلغون كُنْه ما فينا ولا نهايته ... لا تُسَمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله اللّٰـه لنا ، ولا معشار العشر ...».( 1 ) فإِنَّه برهان وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ أَهل البيت عليهم السلام وإِنْ كانوا مخلوقين ، لكنَّ جهة المخلوقيَّة فيهم لا يُحاط بها ؛ لأَنَّها فعل اللّٰـه (جلَّ قدسه) ، وقدرته وآيته ، وتجلِّيه وظهوره في مخلوقاته المكرَّمة ؛ طبقات حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) ، وفعل اللّٰـه (تقدَّس ذكره) ـ كذاته وصفاته وأَسمائه ـ كما قُرِّر في محلِّه لا يُحاط به. ويُضاف إِليه : أَنَّ نفس الإِنسان بعدما لم يمكنه الإِحاطة بذاته ، ولا يفهم سرّ حقيقته وبواطن باطنه فكيف يفهم ويبلغ ويحيط ببواطن حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) !! 2ـ بيان القاعدة المعرفيَّة الواردة في بيانات أَهل البيت عليهم السلام : (من وصف شيئاً بكُنْهه كان أَعظم من الموصوف). وهي تنحلُّ إِلى قاعدتين : الأُولىٰ : (مَن وصف شيئاً بالكُنْه فقد أَحاط به). الثَّانية : (مَنْ أَحاط بشيءٍ كان أَعظم منه). ودلالة الجميع واضحة(2). 3ـ ما قرَّره أَصحاب المعقول ؛ من اِسْتِحَالَة إِحاطة المعلول بعلَّته وإِنْ كانت واسطة فيضٍ إِلٰهيّ ، وطبقات حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسطة والنازلة وسائط الفيض الإِلٰهي ، وعلل الوجود الغائيَّة والفاعليَّة لمُطلق العوالم وجملة المخلوقات ـ كما تقدَّم ـ فكيف يُحاط بحقائقهم (صلوات اللّٰـه عليهم)!! ومن كلِّ هذا يتَّضح : أَنَّ من يدَّعي إِحاطته بكُنْه الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، أَو بكُنه التَّوحيد والأَسماء والصفات والأَفعال الإِلٰهيَّة ، أَو بكُنْه النُّبوَّة والنَّبيّ ، أَو بكُنْه الإِمامة الإِلٰهيَّة والإِمام فقد شطَّ وشطح و اِرْتَطَمَ كما يرتطم الحمار بالطين بـ : الكُفر والشرك ، و الْغُلُوِّ والتقصير ، والتشبيه والتعطيل الجليّ والخفي. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) بحار الانوار ، 26 :1 ـ 7 / ح 1 . (2) بحث هذه القاعدة ودليلها مرَّ ، بل وسياتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) في مباحث التَّوحيد ، فَمَنْ أَراد الاستزادة والتفصيل فليراجع إِنْ شاء