مَعَارِف إِلْهِيَّة : (268) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
13/10/2024
الدَّرْسُ (268) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه السَّادس و الخَمْسُونَ : / / قصور مدارس البشر المعرفيَّة / / ما ذكرته مدارس البشر المعرفيَّة لا يُمثِّل جملة المعارف / هناك أَمْرٌ مهمٌّ جِدّاً في منهج العقائد ، وقَضِيَّةٌ مُهمَّةٌ جِدّاً لا بُدَّ من الْاِلْتِفَاتِ إِليها ، ووعايتها بكُلِّ يَقِظَةٍ ، وإِلَّا فَسَتُطْمَس معالم مُبدَّهة في الدِّين ، وتندرس عن الثقافة الدِّينيَّة في وعي المؤمنين والمسلمين ، ونكون نحن المُقصِّرين والمسؤولين عنها يوم القيامة : أَمام اللّٰـه عزَّوجلَّ وأَمام سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، حاصلها : ( أَنَّ ما ذُكر وكُتِبَ وقُرِّر وأُلِّف ، وما جُعِلَ منظومة مفهرسة من عقائد ومعارف في كُتُب علم الكلام لدىٰ كُلّ مدرسةٍ وطائفةٍ ومذهبٍ لا يُمثِّل جملة المنظومة العقائديَّة والمعرفيَّة الَّتي تعتنقها وتعتقد بها تلك المدرسة والطائفة والمذهب ) . وللتوضيح خذ الأَمثلة التَّالية : الأَوَّل : (إِمامة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله) ؛ فإِنَّه مَنْ يُراجع كُتُب علم الكلام لدىٰ الفريقين فسيجد أَنَّها لم تذكرها بشكل وقولبة صريحة ، ولم تُركِّز عليها ، نعم ذكرتها ضمناً ، لكنَّه بحث آخر. مع أَنَّ بحثها كأَحد مقاماته صلى الله عليه واله أَمْرٌ مُهمٌّ جِدّاً ؛ فإِنَّ نظرة الوحي لسيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ليست كنظرة العلمانيَّة الغربيَّة والنصرانيَّة المُحرَّفة من أَنَّه داعي تنظيري ، أَو داعي رسولي للقضايا الرُّوحيَّة بين الفرد والملكوت فحسب ، وليست له صلة بالمجتمع ، لكن من يُراجع كُتُب مُحدِّثي ومُفسِّري الفريقين فسيجد أَنَّ إِمامته صلى الله عليه واله أَمْرٌ تسالمت عليه الكلمة ، وهي أَرفع مقاماً ، وأَعلىٰ شأناً ، وأَبلغ خطراً من مقام وشأن وخطر النُّبوَّة والرسالة الإِلٰهيَّتين. وعليه : فبِدَايَةُ إِمَامَةُ أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة لم تكن بإِمَامَةِ أَمير المؤمنين وبعد استشهاد سيِّد الأَنبياء صلوات اللّٰـه عليهما وعلى آلهما ، بل من سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله حال حياته في هذه النشأة الأَرضيَّة ، بل قبلها. ومنه يتَّضح : أَنَّ سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وإِنْ كان خاتِم النُّبوَّة ، لكنَّه ليس بخاتِم الإِمامة الإِلٰهيَّة ، نعم هو إِمَامُ الائِمَّة صلوات اللّٰـه عليهم . المثال الثَّاني : (حُجِّيَّة فاطمة الزهراء صلوات اللّٰـه عليها) ؛ ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار