مَعَارِف إِلْهِيَّة : (269) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
14/10/2024
الدَّرْسُ (269) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه السَّادس و الخَمْسين ، ولازال البحث فيه ، وكان تحت عنوان : « قصور مدارس البشر المعرفيَّة » ، وعنوان : « ما ذكرته مدارس البشر المعرفيَّة لا يُمثِّل جملة المعارف » ؛ فإِنَّ ما ذُكر وكُتِبَ وقُرِّر وأُلِّف ، وما جُعِلَ منظومة مفهرسة من عقائد ومعارف في كُتُب علم الكلام لدىٰ كُلّ مدرسةٍ وطائفةٍ ومذهبٍ لا يُمثِّل جملة المنظومة العقائديَّة والمعرفيَّة الَّتي تعتنقها وتعتقد بها تلك المدرسة والطائفة والمذهب ؛ وللتوضيح خذ الأَمثلة التَّالية ، مَرّ البحث عن المثال الأَوَّل ، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المثال التالي : المثال الثَّاني : (حُجِّيَّة فاطمة الزهراء صلوات اللّٰـه عليها) ؛ فإِنَّه مَنْ يُراجِع كُتُب علماء كلام الإِماميَّة ـ كـ : كتاب : الباب الحادي عشر ، والتجريد ، وشرحه ، وعقائد الإِماميَّة للشَّيخ المظفر ـ فسيجد أَنَّ هذا الموقع والمقام الإِلٰهيّ للسيِّدة الزهراء صلوات اللّٰـه عليها لم يُسطر ويُبحث بعنوانٍ أَو فصلٍ أَو بابٍ مُستقلٍ ، ولم يراعِ أَصحاب تلك الكُتُب قولبة منظومة بيانات الوحي الإِلٰهي ، نعم ، ذكروها ضمناً ، لكنَّه بحث آخر. وهذه مؤاخذة أَديانيَّة حضاريَّة خطيرة ؛ تُسجَّل على مُتكلِّمي الإِماميَّة. المثال الثَّالث : (الرَّجعة) ؛ فمع أَنَّها من ضروريَّات مدرسة الإِماميَّة، ومتواترة في بيانات أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، بل ضرورة روائيَّة، لكن : مَنْ يُراجع كثير من كُتُب عقائد الإِماميَّة لم يجد لها عين ولا أَثر. المثال الرَّابع : مقام وموقع : (الـمُحدَّث) و(المُلهَم) ؛ فإِنَّ مَنْ يُراجع كُتُب علم كلام مذاهب المخالفين فسيجد أَنَّها لم تتعرَّض لهما ، لكن : مَنْ يُراجع كُتُب حديثهم وكُتُب مُحدِّثيهم وشُرَّاح : البخاري ومسلم وسائر صحاحهم فسيجد أَنَّهم يعتقدون ويؤمنون بهما ؛ وأَنَّهما من مقامات الشَّريعة ، بل من الأُمور المُبدَّهة عندهم . وهذا مؤشِّر على أَنَّ ما كُتِبَ ورقِّم في كُتُب كلام المخالفين لا يُمثِّل جملة منظومة عقائدهم ؛ الثابتة في أَحاديثهم وتفاسيرهم . فالتفت. ومن كلِّ هذا يتَّضح : أَنَّ الباحث إِذا بنىٰ خريطة بحوثه المعرفيَّة والعقائديَّة على ما رقَّمه المُتكلِّمون فسيرتطم لا محالة بمآزق معرفيَّة وعقائديَّة كثيرة جِدّاً ؛ ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار