مَعَارِف إِلْهِيَّة : (275) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
20/10/2024
الدَّرْسُ (275) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه الثَّامن و الخَمْسين ، ولازال البحث فيه ، وكان تحت عنوان : « أَدوار أَهل البيت عليهم السلام الخفيَّة » ؛ فإِنَّ هناك أُموراً وتدابيراً وأَنشطة قام بها أَهل البيت عليهم السلام ، وأَدواراً مُهمَّة وحسَّاسة وخطيرة قدَّرت يد السَّماء غمرها وإِخفاءها في حياتهم عليهم السلام ، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى ذكر مثالين لتوضيح المطلب ، ولازال البحث في المثال الاول ، وهو عن دور أَمير المؤمنين عليه السلام في الفتوحات الإِسلاميَّة من جانبها المُشرق ، وعدم أَهليَّة خلفاء السقيفة لإِدارة مجموعة صغيرة وحضيرة من البشر فضلاً عن إِدارة : دولة ، وعسكر ، وأَمن اِجْتِمَاعِيِّ ، واقتصادي ، وهلمَّ جرّاً ، وهذا ما تشير اليه بيانات الوحي والنقول التاريخية ، وسنذكر نماذج منها ، ووصلنا الى : 3ـ ما ورد عن الواقدي : «... فأخذ أَبو بكر راية المهاجرين فقاتل بها ثُمَّ رجع منهزماً ، ثُمَّ أَخذها عمر من الغد فرجع منهزماً يجبِّن النَّاس ويجبِّنُونه حتَّىٰ ساء رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ذلك ، فقال : «لأُعطينَّ الراية غداً رَجُلاً كرّاراً غير فرَّاراً» ...»(1). 4ـ قول أَبي بكر لعمر في حقِّ أَمير المؤمنين عليه السلام : «أَنسيتَ له يوم أُحد؟ وقد فررنا بأَجمعنا ، وصعدنا الجبل ...»(2). 5ـ قول عمر ، عن أَبي واثلة (وائل خ. ل) شقيق بن سلمة ، قال : «كنت أُماشي عمر بن الخطَّاب إِذْ سمعتُ منه همهمة ، فقلت له : مه يا عمر ، فقال : ويحكَ أَمَا ترىٰ الهزبر القثم ابن القثم ، والضَّارب بالبهم ، الشَّديد على مَنْ طغا وبغا بالسيفين والرَّاية ، فالتفتُ فإذا هو عليُّ بن أَبي طالب ، فقلتُ له: يا عمر ، هو عليُّ بن أبي طالب ، فقال : أُدن مِنِّي أُحدِّثكَ عن شجاعته وبطالته : بايعنا النَّبيّ صلى الله عليه واله يوم أُحد على أَنْ لا نفرَّ ، ومَنْ فرَّ مِنَّا فهو ضالُّ ، ومَنْ قُتِلَ مِنّا فهو شهيد ، والنَّبيّ صلى الله عليه واله زعيمه ، إِذ حمل علينا مائة صنديد تحت كلّ صنديدٍ مائة رَجُل أَو يزيدون ، فأزعجونا عن طاحونتنا ، فرأيتُ عليّاً كالليث يتَّقي الذر (الدرق خ. ل) ، إِذ قد حمل كفّاً من حصىٰ فرمىٰ به في وجوهنا ، ثُمَّ قال : «شاهت الوجوه ، وقُطَّت وبُطَّت ولُطَّت ، إِلى أَين تفرُّون؟ إِلى النَّار؟» فلم نرجع ، ثُمَّ كرَّ علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت ، فقال: «بايعتم ثُمَّ نكثتم ، فواللّٰـه لأَنتم أَولىٰ بالقتل ممَّنْ أَقتل»، فنظرتُ إِلى عينيه كأنَّهما سليطان يتوقَّدان ناراً ، أَو كالقدحين المملوّين دماً ، فما ظننتُ إِلَّا ويأتي علينا كلّنا ، فبادرت أَنا إِليه من بين أَصحابي فقلتُ : يا أَبا الحسن اللّٰـه اللّٰـه ، فإِنَّ العرب تفرُّ وتكرُّ ، وإِنَّ الكرَّة تنفي الفرَّة ، فكأنَّه استحيىٰ ، فولَّىٰ بوجهه عنِّي ، فما زلت أَسكن روعة فؤادي ، فواللّٰـه ما خرج ذلك الرُّعب من قلبي حتَّىٰ السَّاعة. ولم يبق مع رسول اللّٰـه إِلَّا أَبو دُجانة سماك بن خرشة وأمير المؤمنين عليه السلام ، وكلَّما حملت طائفة على رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله استقبلهم أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه فيدفعهم عن رسول اللّٰـه ، ويقتلهم حتَّىٰ انقطع سيفه ، وبقيت مع رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله نسيبة بنت كعب المازنيَّة ، وكانت تخرج مع رسول اللَّـه صلى الله عليه واله في غزواته تداوي الجرحىٰ ... فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله : «لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان» ...»(3). 6ـ ما رواه زيد بن وهب : «قلتُ لابن مسعود : انهزم النَّاس عن رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله حتَّىٰ لم يبقَ معه إِلَّا عَلِيّ بن أَبي طالب وأَبو دجانة وسهل بن حنيف ، فقال : انهزم النَّاس إِلَّا عَلِيّ بن أَبي طالب وحده ... وأين كان أَبو بكر وعمر ؟ ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 21 : 21/ح17. (2) الاحتجاج ، 1 : 130. (3) بحار الأَنوار ، 20 : 52 ـ 54