مَعَارِف إِلْهِيَّة : (285) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
30/10/2024
الدَّرْسُ (285) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه الثَّالث و السِّتُّون : / /إِمامة أَهل البيت عليهم السلام تدفع وترفع اِصْطِكَاك وتَخَاصُم المخلوقات المُكرَّمة/ إِنَّه لولا أَصحاب الكساء صلوات اللّٰـه عليهم ، وهذا البيت والأُسرة الكونيَّة الْعَوَالِمِيَّة لحصل الْاِصْطِكَاك والتَّصَادُم والتَّخَاصُم والْاِخْتِلَاَف بين جملة كُمَّل البشر ـ الأَنبياء والرُّسل والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام ـ في إِدارة الدولة الإِلٰهيَّة ، بل ولحصل ذلك أَيضاً بين من يديرها من سائر المخلوقات كالملائكة ، وإِلى هذا الْاِصْطِكَاك تُشير بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جلَّ قوله : [مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ](1). وحَلّ ذلك الْاِصْطِكَاك والتَّصَادُم والتَّخَاصُم والْاِخْتِلَاَف لا يكون إِلَّا بالأيادي الإِلٰهيَّة : أَهل البيت الأَطهار : سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم. وإِلى هذا تشير بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... ويطيعنا كُلَّ شيءٍ حتَّىٰ السَّماوات والأَرض ، والشَّمس والقمر والنجوم ، والجبال والشجر والدواب والبحار ، والجنَّة والنَّار ...»(2). 2ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : «... الإِمام كلمة اللّٰـه ، وحُجَّة اللّٰـه، ووجه اللّٰـه ، ونور اللّٰـه ، وحجاب اللّٰـه ، وآية اللّٰـه يختاره اللّٰـه ويجعل فيه ما يشاء ، ويوجب له بذلك الطَّاعة والولاية على جميع خلقه ، فهو وليَّه في سماواته وأَرضه ، أَخذ له بذلك العهد على جميع عباده ، فَمَنْ تقدَّم عليه كفر باللّٰـه من فوق عرشه ، فهو يفعل ما يشاء ، وإِذا شَاءَ اللّٰـه شَاءَ ... ويرىٰ ما بين المشرق والمغرب ؛ فلا يخفىٰ عليه شيء من عَالَم المُلك والملكوت ... فالولاية هي حفظ الثغور ، وتدبير الأُمور ، وتعديد الأَيّام والشهور ... والنَّبيّ والعترة ... رأس دائرة الإِيمان ، وقطب الوجود ، وسمآء الجود ، وشرف الموجود، وضوء شمس الشرف ، ونور قمره ... فالإِمام هو السراج الوهاج ، والسبيل والمنهاج ... والغدير المُغدَق ، والمنهج الواضح المسالك ، والدليل إذا عمت المهالك ، والسحاب الهاطل ، والغيث الهامل ... والبحر الَّذي لا ينزف ... مهيمن اللّٰـه على الخلائق ، وأمينه على الحقائق ، حُجَّة اللّٰـه على عباده ... هذا كلّه لآل مُحمَّد لا يشاركهم فيه مشارك ... خلقهم اللّٰـه من نور عظمته، وولاهم أَمر مملكته ، فهم سرّ اللّٰـه المخزون ، وأَوليآؤه المُقَرَّبون ... السَّماوات والأَرض عند الإِمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها، ويعلم برها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ... فهم ... مَبْدَأٌ الوجود وغايته ، وقدرة الربّ ومَشِيَّته ... وحجج اللّٰـه على الأَوَّلين والآخرين ... وأَنَّ اللّٰـه لم يخلق أَحداً إِلَّا وأَخذ عليه الإِقرار بالوحدانيّة ، والولاية للذُّرِّيَّة الزَّكِيَّة ، والبراءة من أَعدائهم ...» (3). 3ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : «... وأَنا أَمير المؤمنين ... ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) صٓ : 69. (2) بحار الأَنوار ، 26 : 7/ح1. (3) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38