الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (288) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (288) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

02/11/2024


الدَّرْسُ (288) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه الخامس والسِّتُّون : / / كلام الإِمام وحيٌ إِلهيٌّ / ينبغي الْاِلْتِفَات : أَنَّ الوحي الإلٰهي على مراتب ودرجات ، منها : كلام الإِمام المعصوم عليه السلام ؛ فإِنَّه وإِنْ لم يكن وحياً نبويّاً ، لكنَّه وحي إِمامة إِلٰهيَّة وعلم لدنِّيّ. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «إِنَّ للّٰـه عموداً من نور ، حجبه اللّٰـه عن جميع الخلائق ، طرفة عند اللّٰـه ، وطرفه الآخر في أُذن الإِمام ، فإِذا أَراد اللّٰـه شيئاً أَوحاه في أُذن الإِمام عليه السلام »(1). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن صالح بن سهل ، قال : «كنتُ جالساً عنده فقال لي اِبْتِدَاءً منه : يا صالح بن سهل ، إِنَّ اللّٰـه جعل بينه وبين الرسول رسولاً ؛ ولم يجعل بينه وبين الإِمام رسولاً ، قال : قلتُ : وكيف ذاك ؟ قال: جعل بينه وبين الإِمام عموداً من نور ينظر اللّٰـه به إِلى الإِمام ، وينظر الإِمام به إِليه ، فإِذا أَراد علم شيء نظر في ذلك النور فعرفه»(2). ودلالته ـ كدلالة سابقة ـ واضحة. ومنه يتَّضح : مَدَى اِنْحِطَاط وشذوذ منهج بعض من ينتمي من الباحثين إِلى مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، فإنَّه يتعامل مع البيانات النبويَّة وبيانات سائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم كتعامله مع كلام العلماء ؛ فله الأَخذ به وله الإِعراض عنه. وهذا المنهج وأَشباهه ونظائره يكشف بنحو : (الإِنْ)(3) عن وجود خلل عقائديّ ومعرفيّ خطير في دخيلة هذا الباحث وفي منظومته العقائديَّة والمعرفيَّة ، وأَنَّ لديه مناقشة ونقار ـ والعياذ باللّٰـه تعالىٰ ـ في أَصل إِمامة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ؛ وإِلَّا فبَعْد الْاِعْتِقَاد والبناء والْاِلْتِزَام بإِمامتهم عليهم السلام ؛ وأَنَّهم أَوصياء ومعصومون ؛ وكلامهم نمط وحي إِلٰهيّ لدنِّيّ؛ كيف يكون المخلوق بالخيار في كلامهم صلوات اللّٰـه عليهم بين الأَخذ والردّ ، كحال كلام العلماء!! وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 26 : 134/ح9. بصائر الدرجات ، 2 : 340/ح1570 ـ 1. (2) المصدر نفسه : 134 ـ 135/ح10. بصائر الدرجات ، 2 : 340/ح1571ـ2. المختصر : 128. (3) أَي : بالبرهان الإِنِّي ، أَي : أَنَّ الْاِنْطِلَاق يكون من المعلول إِلى العلَّة