معارف ألهية (12)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ
27/01/2024
الدرس : (12) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه: «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، ووصل بنا البحث في الدرس (11 ) الى المُقدِّمة الثالثة ، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، و لازال البحث فيها، ووصل بنا الكلام الى الامر التالي : ومن كُلِّ هذا تتَّضح : كثير من بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان خطبة أَمير المؤمنين عليه السلام في جامع البصرة : «معاشر المؤمنين والمسلمين ، إِنَّ اللَّـه عزَّوجلَّ أَثنىٰ على نفسه فقال: «هو الأَوَّل ... والآخر ... والظَّاهر ... والباطن» سلوني قبل أَنْ تفقدوني ؛ فأنا الأَوَّل وأنا الآخر ، إِلى آخر كلامه ، فبكىٰ أَهل البصرة كُلّهم وصلّوا عليه» . وقال عليه السلام: «أَنا دحوتُ أَرضها، وأَنشأتُ جبالها ، وفجَّرتُ عيونها ، وشققتُ أَنهارها ، وغرستُ أَشجارها ، وأَطعمتُ ثمارها ، وأَنشأتُ سحابها ، وَأَسمعتُ رعدها ، ونوَّرتُ برقها ، وأَضحيتُ شمسها ، وأَطلعت قمرها ، وأَنزلتُ قطرها ، ونصبتُ نجومها ... وسكنتُ أَطوادها ، وأَنشأتُ جواري الفلك فيها ، وأَشرقتُ شمسها ، وأَنا جنب اللَّـه وكلمته ، وقلب اللَّـه وبابه الَّذي يؤتىٰ منه ، ادخلوا الباب سجّداً أغفر لكم خطاياكم وأزيد المحسنين ، بي وعلى يديّ تقوم السَّاعة ، وفيَّ يرتاب المبطلون ، وأَنَا الأَوَّل والآخر ، والظاهر والباطن وبكلِّ شيء عليم»(3). ودلالته قد اتَّضحت ؛ فإِنَّه صلوات الله عليه بعدما كانت طبقات حقيقته الصَّاعدة أَسماء وصفات إِلٰهيَّة ـ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ، كـ : (اسم : الأَوَّل والآخر ، والظَّاهر والباطن ، والعليم ، والخالق والباري والمصور ، والرازق والغافر والباعث ، والمحسن والمُدبِّر ، والنور) ـ كان علَّة إِلٰهيَّة فاعليَّة ، وصدرت منه صلوات الله عليه هذه الأَفعال وتلك الشؤون ، وحينئذٍ لا إِشكال ولا غبار على هذا البيان وما شاكله ، ولا حزازة فيه وفيها ، ولا تحتاج ـ بعد ما كان على أَقلِّ تقدير مجموع هذه البيانات قطعيَّة الصدور بالقطع النقلي والعقلي والوحياني ـ إِلى نظرٍ إلى سندها ، أَو توجيه لدلالتها وحملها على معانيها المجازيَّة ؛ بعدما لم تكن هناك شائبة في الحمل على معانيها الحقيقيَّة . فالتفت ، وتأمَّل جيِّداً. 2ـ بيان خطبته صلوات الله عليه : «... أَنَا مُنزل الملائكة منازلها ، أَنا آخذ العهد على الأَرواح في الأَزل ، أَنا المُنادي لهم : أَلستُ بربِّكم ؛ بأَمر قيُّوم لم يزل ... أَنا صاحب الهبات ، بعد الهبات ولو أَخبرتكم لكفرتم ... أَنا منشئ الأَنام ... أَنا صاحب النجوم ، أَنا مُدبِّرها بأَمر ربّي ... أَنا المُعطِي ، أَنا المُبذِل ، أَنا القابض يدي على القبض ... أَنا صاحب القطر والمطر ، أَنا صاحب الزلازل والخسوف ... أَنا صاحب الغيث بعد القنوط...»(4). ودلالته قد اِتَّضحت ولا غبار عليها أَيضاً ؛ فإِنَّه بعدما كانت طبقات حقيقته صلوات الله عليه الصَّاعدة صفات وأسماء إِلٰهيَّة كـ : اسم : (خير المُنزلين)، و(الـمُمكِّن)، و(المُعطِي)، و(الـمُنشِئ)، و(المُدبِّر)، و(القابض)، و(المُغيث) حصل منه صلوات الله عليه ذلك الشأن ؛ وصدرت منه تلك الأَفعال. 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... وإليَّ إِياب الخلق جميعاً ، وأَنا الإِياب الَّذي يؤوب إِليه كُلّ شيءٍ بعد الفناء ، وإِلَيّ حساب الخلق جميعاً ... وأَنا خازن الجنان ... والحُجَّة على أَهل السماوات والأَرضين وما فيهما وما بينهما ... وأَنا الَّذي سُخِّرت لي السحاب والرعد والبرق ، والظُّلم والأَنوار ، والرياح والجبال والبحار ، والنجوم والشَّمس والقمر ، وأَنا الَّذي أَهلكتُ عاداً وثموداً ، وأَصحاب الرسّ وقروناً بين ذلك كثيرة. وأَنا الَّذي ذلَّلتُ الجبابرة ، وأَنا صاحب مدين ، ومُهلك فرعون ، ومنجي موسى عليه السلام ... وأَنا الَّذي أَحصيتُ كُلّ شيءٍ عدداً ...»(5). ودلالته قد اِتَّضحت ، ولا غبار عليها أَيضاً. 4ـ بيانه عليه السلام أَيضاً في رسالته إِلى سهل بن حنيف & : «... واللَّـه ، لو... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأعراف : 180. (2) بحار الأَنوار ، 91 : 5ـ 6/ح7. تفسير العياشي ، 2: 42. (3) بحار الأَنوار ، 39 : 348. (4) مشارق أَنوار اليقين في أَسرار أَمير المؤمنين عليه السلام ، الخطبة الإِفتخاريَّة: 165 ـ 166. (5) مختصر البصائر : 130 ـ 134/ ح102 ـ 2