مَعَارِف إِلْهِيَّة : (306) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
20/11/2024
الدَّرْسُ (306) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التَّاسع والسِّتَّيْن ، ولازال البحث فيه ، وكان تحت عنوان : « روح القدس أَحد أَرواح أَهل البيت عليهم السلام » وعنوان : « الوراثة الاِصْطِفَائيَّة » ؛ فإِنَّ رُوح القدس ـ وهو حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ، والوارد في بيان قوله تعالىٰ : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا](1)ـ مودع في ذوات الأَنبياء عليهم السلام ، وأَحد أَرواحهم من النَّبيّ آدم عليه السلام إِلى سيَّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، ثُمَّ سائر أَهل البيت عليهم السلام ، و وصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى العنوان التالي : / وراثة الصلاح والفساد / بل الوارد في بيانات الوحي : أَنَّ المؤمن الصالح ، بل والشَّخص الطالح لا يورِّث المال فحسب ، بل والصلاح إِنْ كان صالحاً ، والفسق والفجور إِنْ كان طالحاً. فانظر : بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله تعالىٰ : [وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ](1). ثانياً : بيان الإِمام الباقر والصَّادق عليهما السلام : «يحفظ الأَطفال بصلاح آبائهم ؛ كما حفظ اللّٰـه الغلامين بصلاح أَبويهما»(2). ثالثاً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «إِنَّ اللّٰـه يحفظ ولد المؤمن إِلى أَلف سنة ، وإِنَّ الغلامين كان بينهما وبين أَبيهما سبعمائة سنة»(3). رابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «إِنَّ اللّٰـه ليفلح بفلاح الرَّجُل المؤمن ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله ، فلا يزالون في حفظ اللّٰـه؛ لكرامته على اللّٰـه ، ثُمَّ ذكر الغلامين ، فقال : [وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا] أَلَم تر أَنَّ اللّٰـه شكر صلاح أَبويهما لهما»(4). خامساً : بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام : «أَوحىٰ اللّٰـه عزَّوجلَّ إِلى نبيٍّ من الأَنبياء إِذا أُطعتُ رضيتُ ، وإِذا رضيتُ باركتُ ، وليس لبركتي نهاية ، وإِذا عُصيتُ غضبتُ ، وإِذا غضبتُ لعنتُ ، ولعنتي تبلغ السَّابع من الوراء»(5). ومنه يتَّضح : ما ورد في حقِّ الإِمام الحُجَّة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه : «أنَّ القائم عليه السلام يقتل أَولاد قتلة الحسين عليه السلام ؛ لرضاهم بفعل آبائهم»(6). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكهف : 82. (2) بحار الأَنوار ، 71 : 236/ح1. (3) المصدر نفسه/ح2. (4) المصدر نفسه /ح3. (5) بحار الأَنوار ، 73 : 341/ح23. (6) المصدر نفسه