مَعَارِف إِلْهِيَّة : (321) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
05/12/2024
الدَّرْسُ (321) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (11) / / نظرة حوزة النَّجف اِتِّجاه الفلسفة / إِنَّ حوزة النَّجف ليست لها نظرة سلبيَّة اِتِّجاه الفلسفة ـ حديثة كانت أَم قديمة ، إِسلاميَّة كانت أَم يونانيَّة أَو علمانيَّة وماديَّة أَم غيرها ـ ، وإِنَّما مرادها : عدم صحَّة اعتکاف مُتعلِّمها عليها ؛ وأَنْ لا يجعلها قبلة وكعبة يحوم حومها ، وآية كُبرىٰ ، ووحي لا يُدانيه ريب ؛ فإِنَّه نحو إِفْرَاط وغُلُوّ صارخ ، بل يجعل اِتِّجاهه بعد تحصيل هذه العلوم البشريَّة وغيرها في صراط الوحي ؛ فإِنَّ الاطِّلاع على آراء ونتاج البشر شيء ممدوح وراجح شرعاً ، وحثَّت عليه بيانات الوحي. فلاحظ: بیان أَمير المؤمنين ، عن أَبي عبدالله صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما قال : «سُئِلَ أَمير المؤمنين عليه السلام عن أَعلم النَّاس ، قال : مَنْ جمع علم النَّاس إِلى علمه»(1). وإِنَّما الإِشكال في الاعتكاف عليها ؛ فإِنَّه بدل سوء ، ونظرة خاطئة تؤدِّي إِلى الحرمان ، وتحجير للعقول وإِماتةٍ للحقائق ، وغُلُوٍّ وتطرُّفٍ مقيت في الفلسفة ونتائج البشر ، و تقصير خطير في حقِّ بيانات الوحي. وهذا ليس حطّاً لمقام الفلسفة والعلوم البشريَّة وَأَصحابها، وإِنَّما بيان حقيقة وتنبيه على شيءٍ جسيم جرىٰ على غير أَصلٍ فنِّيٍّ وقاعدة صناعيَّة ؛ فيكون منهج خُدْعَة مخالف لصريح ما قامت عليه بيانات الوحي البحور الخضم الزَّاخرة ، والَّتي يعب عبابها وتصطخب أَمواجها ، وفيها درر زاهرة وجواهر ناصعة ، ونور ساطع في العقل البشري يتجلَّىٰ كالشَّمس الضَّاحية ، وهناك يخسر المبطلون ، ويعرف الباطلون غبّ ما أَسَّسَهُ الأَوَّلون ؛ فإِنَّ معارف وكلمات ومعاني وحقائق نتاج الفلاسفة ، بل جملة البشر مهما علا شأنها وشأوها تبقىٰ محدودة ومتناهية ، بخلاف معارف وكلمات ومعاني وحقائق بيانات الوحي ، فإِنَّها غير متناهية ، ولا توجد نسبة رياضيَّة بين المتناهي وغير المتناهي ؛ فإِنَّه مهما أُضيف إِلى المتناهي من قيم يبقىٰ متناهياً ، بخلاف غير المتناهي ، فإِنَّه مهما أُخذ منه يبقىٰ غير متناهي فتكون نسبة المتناهي إِلى غير المتناهي لا شيء وصفراً على جهة الشمال ، وإِلَّا ـ أَي : لو جُعل للمتناهي قيمة ولو واحد بالمليار ـ لانقلبت النِّسبة ؛ وصار غير المتناهي متناهياً ، وبطلان انقلاب النِّسبة من أَوضح الواضحات ، بل وخلف الفرض. وعليه : كيف يصغي الفلاسفة ومَنْ جرىٰ على شاكلتهم إِلى كلمات البشر ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 1: 167/ح10