الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (322) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (322) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

06/12/2024


الدَّرْسُ (322) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (11) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نظرة حوزة النَّجف اِتِّجاه الفلسفة » ؛ فإِنَّ حوزة النَّجف ليست لها نظرة سلبيَّة اِتِّجاه الفلسفة ، وإِنَّما مرادها : عدم صحَّة اعتکاف مُتعلِّمها عليها ؛ وأَنْ لا يجعلها قبلة وكعبة يحوم حومها ، ووحي لا يُدانيه ريب ؛ فإِنَّه نحو إِفْرَاط وغُلُوّ صارخ ، بل يجعل اِتِّجاهه بعد تحصيل هذه العلوم البشريَّة وغيرها في صراط الوحي ؛ فإِنَّ الاطِّلاع على آراء ونتاج البشر شيء ممدوح وراجح شرعاً ، وحثَّت عليه بيانات الوحي ، وإِنَّما الإِشكال في الاعتكاف عليها ؛ فإِنَّه بدل سوء ، ونظرة خاطئة تؤدِّي إِلى الحرمان ، وتحجير للعقول وإِماتةٍ للحقائق ، وغُلُوٍّ وتطرُّفٍ مقيت في الفلسفة ونتائج البشر ، و تقصير خطير في حقِّ بيانات الوحي. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وعليه : كيف يصغي الفلاسفة ومَنْ جرىٰ على شاكلتهم إِلى كلمات البشر ونظريَّاتهم ويُتأَمَّل ويُتدبَّر فيها بتروِّي ومحاولة استخراج أَبعادها ، ولا يُتروَّىٰ ولا يُعتنىٰ ببيانات الوحي وَأَحكامه ومعارفه ، فأَيُّ قسمةٍ ضِيْزَى ؛ ومنهجٍ وعلمانيَّةٍ وعمايةٍ هذه ، وَأَيُّ قضيَّةٍ مثيرةٍ للتعجب والغرابة والشناعة هذه ؛ فإِنَّه بعدما كان شعار أَصحاب الفلسفة ـ مشاء أَو اشراق أَو حكمة متعالية كانوا أَم ماديُّون أَم غيرهم ـ وشعار بحوثهم : عقليَّة حياديَّة ؛ تدور وراء كُلّ واقعيَّة وحقيقة ووراء كُلّ شاردةٍ وواردةٍ منهما ، لكنَّهم أَوَّل مَنْ يُخالفه من دون برهانٍ ولا مبرِّرٍ عقليٍّ أَو نقليٍّ إِلَّا دعوىٰ : أَنَّ الأَخذ بالوحي تعبُّدٍ ظنِّيٍّ ومن مقولة الْاِنْقِيَاد المُبهم ، لكنَّها أَعظم ظلامة وقطيعة بين بني البشر وبيانات الوحي ورجالاته ؛ فإِنَّ معنىٰ التَّعبُّد بأَلفاظ الوحي هو : التَّمسُّك بقوالب بياناته والغور في بحور معانيها وحقائقها الطَّمْطَامة غير المتناهية. إِذَنْ : ليس معنىٰ التَّعبُّد ببيانات الوحي الجمود على أَلفاظها وعناوينها؛ فإِنَّ ذلك حَشْوِيَّة وقشريَّة مذمومة شرعاً وعقلاً ، بل التَّمسُّك بقوالب بيانات الوحي والغور في بحور معانيها وحقائقها الطمطامة المُتلاطمة غير المتناهية أَبد الآباد ودهر الدهور ، وهنا تكمن الصعوبة ، وتظهر حذاقة الفقيه المُتضلِّع وقوَّة فقاهته. وبالجملة : ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار