مَعَارِف إِلْهِيَّة : (323) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
07/12/2024
الدَّرْسُ (323) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (11) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نظرة حوزة النَّجف اِتِّجاه الفلسفة » ؛ فإِنَّ حوزة النَّجف ليست لها نظرة سلبيَّة اِتِّجاه الفلسفة ، وإِنَّما مرادها : عدم صحَّة اعتکاف مُتعلِّمها عليها ؛ وأَنْ لا يجعلها قبلة وكعبة يحوم حومها ، ووحي لا يُدانيه ريب ؛ فإِنَّه نحو إِفْرَاط وغُلُوّ صارخ ، بل يجعل اِتِّجاهه بعد تحصيل هذه العلوم البشريَّة وغيرها في صراط الوحي ؛ فإِنَّ الاطِّلاع على آراء ونتاج البشر شيء ممدوح وراجح شرعاً ، وحثَّت عليه بيانات الوحي ، وإِنَّما الإِشكال في الاعتكاف عليها ؛ فإِنَّه بدل سوء ، ونظرة خاطئة تؤدِّي إِلى الحرمان ، وتحجير للعقول ، وإِماتةٍ للحقائق ، وغُلُوٍّ وتطرُّفٍ مقيت في الفلسفة ونتائج البشر ، و تقصير خطير في حقِّ بيانات الوحي. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبالجملة : لم يتعامل الفلاسفة مع نتاج الوحي ورجالاته ـ الأَنبياء والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام ـ وسدُّوا أَبوابهم من هذه الجهة ، مع أَنَّه ينبغي لهم أَنْ يتعاملوا معه ومعهم على أَدنىٰ التقادير كتعاملهم مع نتاج البشر ورجالاته وأَنَّهم أَصحاب علم ومعلومة ، فما بال (باء) هؤلاء تجر و(باء) بيانات الوحي ورجالاته لاتجر، وما بال صاحب كتاب (نهاية الحكمة) ينقل عن أَرِسْطُو وهيكَل وكانت(Kant) وغيرهم ويتعامل مع كلماتهم ونتاجاتهم ولا ينقل ولا يتعامل البتَّة مع كلمات أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وبياناتهم وعلومهم ومعارفهم؟! ولماذا اللُّغة العقليَّة والذوقيَّة متوفِّرة في كلمات أُولئك البشر وغير متوفِّرة في كلمات أَهل البيت عليهم السلام وبياناتهم وعلومهم ومعارفهم؟! فهل أَنَّهم صلوات اللّٰـه عليهم لم يخوضوا ـ والعياذ باللّٰـه تعالىٰ ـ في البحوث والعلوم العقليَّة والذوقيَّة؟ لكن بياناتهم صلوات اللّٰـه عليهم ، بل وبيانات القرآن الكريم طافحة بتلك الأَبحاث والعلوم. ولا توجد ردود وأَجوبة برهانيَّة وعقليَّة ونقليَّة لدىٰ الفلاسفة وغيرهم على جملة هذه الْأسْئِلَة وغيرها. وعليه : فلا يَتَمَسَّك بمثل هذه المناهج إِلَّا من تدهور في هوَّة الضَّلالة ، وقذف به تعصُّبه في أَرحبة الجهالة ، بل هي كفر وخروج عن حوزة الإِيمان وحيطة الإِسلام ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار