الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / الباب الأَوَّل | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (324) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (324) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

08/12/2024


الدَّرْسُ (324) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (11) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نظرة حوزة النَّجف اِتِّجاه الفلسفة » ؛ فإِنَّ حوزة النَّجف ليست لها نظرة سلبيَّة اِتِّجاه الفلسفة ، وإِنَّما مرادها : عدم صحَّة اعتکاف مُتعلِّمها عليها ؛ وأَنْ لا يجعلها قبلة وكعبة يحوم حومها ، ووحي لا يُدانيه ريب ؛ فإِنَّه نحو إِفْرَاط وغُلُوّ صارخ ، بل يجعل اِتِّجاهه بعد تحصيل هذه العلوم البشريَّة وغيرها في صراط الوحي ؛ فإِنَّ الاطِّلاع على آراء ونتاج البشر شيء ممدوح وراجح شرعاً ، وحثَّت عليه بيانات الوحي ، وإِنَّما الإِشكال في الاعتكاف عليها ؛ فإِنَّه بدل سوء ، ونظرة خاطئة تؤدِّي إِلى الحرمان ، وتحجير للعقول ، وإِماتةٍ للحقائق ، وغُلُوٍّ وتطرُّفٍ مقيت في الفلسفة ونتائج البشر ، و تقصير خطير في حقِّ بيانات الوحي. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وعليه : فلا يَتَمَسَّك بمثل هذه المناهج إِلَّا من تدهور في هوَّة الضَّلالة ، وقذف به تعصُّبه في أَرحبة الجهالة ، بل هي كفر وخروج عن حوزة الإِيمان وحيطة الإِسلام ، وفيها استجابة لهتاف الشَّيطان الغوي ، وإِطفاءً لنور الدِّين الجلي ، وفيها من الظلم والجور ما لا يتحمَّله أَحد. وهذه حقيقة ناصعة اصفقت على إِثباتها بيانات الوحي الَّتي يفوتها العد والحصر ، المُتجلِّية كالشَّمس الضَّاحية بأَوضح دلالة وأَبين ظهور في ذمِّها وذمّ أَصحابها ، فمَنْ شآء فليؤمن ، وَمَنْ شآء فليكفر ، إِنَّ يوم الفصل كان ميقاتاً ، يوم تشخص فيه الأَبصار ، وتظلم له الأَقطار ، ويعطَّل فيه حروم العسار ، وينفخ فيه الصُّور فتزهق كُلّ مهجةٍ ، وتبكم كُلّ لهجةٍ ، وتذلّ الشم الشوامخ ، والصم الرواسخ ؛ فيصير صلدها سراباً رقرقاً ، ومعهدها قاعاً سملقاً ، فلا شفيع يشفع ولا حميم ينفع ، ولا معذرة تدفع ، فهلمَّ معي لنكشف نقاب جملة من تلك البيانات الوحيانيَّة ، ونطَّلع على لبابها : 1ـ بيان قوله جلَّ قوله : [قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا](1). 2ـ بيان قوله عزَّ قوله : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ](2). 3ـ بيان قوله عزَّ من قائل : [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ](3). 4ـ بیان خطبة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... معاشر النَّاس ، ما من علمٍ إِلَّا وقد أَحصاه الله فيَّ ، وكُلّ علمٍ علمته فقد أَحصيته في إِمام المُتَّقين ، وما من علمٍ إِلَّا وقد علَّمته عَلِيّاً ، وهو الإِمام المُبين ، معاشر النَّاس ، لا تضلُّوا عنه ، ولا تنفروا منه ، ولا تستنكفوا من ولايته ، فهو الَّذي يهدي إِلى الحقِّ ، ويعمل به ، ويزهق الباطل وينهىٰ عنه ... فاحذورا أَنْ تُخالفوه فتصلوا ناراً وقودها النَّاس والحجارة أُعدَّت للكافرين ...»(4). 5 ـ بيان وصيَّة أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه لكُمَيل بن زياد رحمه الله : «... ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكهف : 109. (2) لقمان : 27. (3) النحل : 96. (4) بحار الأَنوار ، 37: 201 ـ 218/ح86. اليقين : 113 ـ 125