الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف ألهية (16)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف ألهية (16)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

31/01/2024


الدرس : (16)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه: «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 _ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، ووصل بنا البحث في الدرس (11 ) الى المُقدِّمة الثالثة ، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وقد تقدمت بيانات و ادلة هذه المُقدِّمة ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى العنوان التالي : ومن كُلِّ ما تقدم تتَّضح : كثير من بيانات الوحي ، وصل الكلام بنا الى البيان السابع عشر : 17ـ بيان زيارتهم صلوات الله عليهم أَيضاً : «... لم تزالوا بعين اللَّـه وعنده ، وفي ملكوته تأمرون ، وله تخلفون ، وإِيَّاه تُسَبِّحون ، وبعرشه محدقون، وبه حافُّون حتَّىٰ مرَّ بكُم علينا ، فجعلكم في بيوتٍ أَذِنَ اللَّـه أَنْ تُرفع ...»(1). ودلالته قد اِتَّضحت أَيضاً ، فإِنَّ بيان قوله عليه السلام : «لم تزالوا بعين اللَّـه وعنده» إِشارة إِلى عَالَم السرمد والأَزل ؛ عَالَم الصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة. وقوله عليه السلام : «وفي ملكوته تأمرون ، وله تخلفون ، وإِيَّاه تُسبِّحون ، وبعرشه محدقون ، وبه حافُّون» إِشارة إِلى طبقات حقائق أَهل البيت صلوات الله عليهم الصاعدة في مرتبة الصفات والأَسمآء الإِلٰهيَّة ؛ فإِنَّها هي الآمرة والنَّاهية ، والحاكمة والمُتصرِّفة في جملة العوالم وسائر المخلوقات ؛ من بداية الخلقة والوجود إِلى ما لا نهاية له أَزلاً وأَبداً ما دام للَّـه (عزَّوجلَّ) حاجة في خلقه. وقوله عليه السلام : «حتَّىٰ مرَّ بكم علينا ، فجعلكم في بيوتٍ أَذِنَ اللَّـه أَنْ ترفع» إشارة إلى مرتبة أَبدانهم صلوات الله عليهم المُقدَّسة الشَّريفة ؛ فإِنَّها بيوت لأَرواحهم وطبقات حقائقهم عليهم السلام النازلة. وكذا أَرواحهم عليهم السلام الطَّاهرة النَّازلة ؛ فإِنَّها بيوت لأَرواحهم الأَعلىٰ طبقة. وهذا أَحد معاني عنوان: (أَهل البيت عليهم السلام ) ؛ فإِنَّ أَبدانهم الشَّريفة بيوت لأَرواحهم النَّازلة ، وأَرواحهم النَّازلة بيوت لأَرواحهم الصَّاعدة. فالتفت ، وتدبَّر جيِّداً ، واغتنم تربت يداك. وسيأتي (إِنْ شاء الله) في محلِّه مزيد بيان عن هذه القضيَّة فانتظر. 18ـ بيان زيارتهم صلوات اللَّـه عليهم أَيضاً : «... طأطأ كُلّ شريفٍ لشرفكم ، وبخع(2) كُلّ مُتكبِّرٍ لطاعتكم ، وخضع كُلّ جبّارٍ لفضلكم ، وذلّ كُلّ شيءٍ لكم ، وأَشرقت الأَرض بنوركم ... بكم يُسلك إِلى الرضوان ...»(3). 19ـ بيان زيارتهم صلوات اللَّـه عليهم أَيضاً : «... حتَّىٰ لا يبقىٰ ملك مُقرَّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا صِدِّيق ولا شهيد ، ولا عَالِم ، ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ، ولا جبَّار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شاهد ما هنالك إِلَّا عرَّفه جلالة أَمركم، وعظم خطركم ، وكبير شأنكم ، وجلالة قدركم ، وتمام نوركم ، وصدق مقعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلَّكم ، ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصَّتكم لديه ، وقرب مجلسكم منه ...»(4). 20ـ بيان زيارته صلوات اللَّـه عليه : «... السَّلام عليك ... أَوَّل من ابتدع اللَّـه ، والحُجَّة على جميع من خلق اللَّـه ... أَيُّها النَّبأ العظيم ، والخطب الجسيم ... اَيُّها النَّازل من عِليِّين ، والعالم بما في أَسفل السَّافلين ، ومهلك من طغىٰ من الأَوَّلين ، ومبيد من جحد من الآخرين...»(5). ودلالته ـ كدلالة سابقيه ـ قد اتَّضحت أَيضاً ، ولا غبار عليها. 21ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن أَبي حمزة ، قال : «سألت أَبا جعفر عليه السلام ... عن قول اللَّـه تعالىٰ : [وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا](6) قال: تفسيرها في بطن القرآن يعني : عَلِيّ هو ربّه في الولاية والطاعة ، والرَّبُّ هو : الخالق الَّذي لا يوصف ...» (7). ودلالته قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّه مُشير إِلى بعض طبقات حقيقة أَمير المؤمنين صلوات الله عليه الصَّاعدة في عَالَم السرمد والأَزل ، فإِنَّها أَسماء إِلٰهيَّة، كـ: (اسم الرَّبِّ) ، وهو : المالك والمُدبِّر والمدير لأَحوال وشؤون جملة المخلوقات في عَالَم الولاية والطَّاعة ، و(اسم الخالق)(8). 22ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «إِنَّه ليس عند أحد من حقٍّ ولا صواب ، وليس... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 99 : 151 ـ 152. (2) خ . ل : (نخع) . خ. ل (نجع). (3) بحار الأَنوار ، 99 : 132. عيون الأخبار ، 2 : 272 ـ 277. (4) بحار الأَنوار: 99 : 130. عيون الأَخبار ، 2 : 272 ـ 277. (5) بحار الأَنوار ، 98 : 347 ـ 352/ح34. المزار الكبير : 97 ـ 101. (6) الفرقان : 55. (7) بصائر الدرجات ، 1 : 168 ـ 170/ح 319 ـ 5. (8) هذا عطف على (اسم الرَّبِّ) ، فتكون العبارة كالتالي : (فإِنَّها ـ أَي: طبقات حقيقة أَمير المؤمنين عليه السلام الصَّاعدة ـ أَسماء إِلٰهيَّة ، كـ : (اسم الرَّبِّ) ... و(اسم الخالق))