معارف ألهية (17)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ
01/02/2024
الدرس : (17)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه: «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، ووصل بنا البحث في الدرس (11 ) الى المُقدِّمة الثالثة ، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وقد تقدمت بيانات و ادلة هذه المُقدِّمة ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى العنوان التالي : ومن كُلِّ ما تقدم تتَّضح : كثير من بيانات الوحي ، وصل الكلام بنا الى البيان الثاني والعشرون : 22ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «إِنَّه ليس عند أحد من حقٍّ ولا صواب ، وليس أَحد من النَّاس يقضي بقضاء يصيب فيه الحقّ إِلَّا مفتاحه عَلِيٌّ ، فإذا تشعَّبَتْ بهم الأُمور كان الخطأ من قبلهم ، والصواب من قِبَله أَو كما قال»(1). 23ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «أَمَا إِنَّه ليس عند أَحد علمٌ ولا حقٌّ ولا فتيا إِلَّا شيءٌ أُخذ عن عَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام ، وعنَّا أَهل البيت ، وما من قضاء يُقضىٰ به بحقٍّ وصوابٍ إِلَّا بدءُ ذلك وسببه وعلمه من عَلِيٍّ عليه السلام ومِنَّا ، فإذا اختلف عليهم أَمرهم قاسوا وعملوا بالرأي ، وكان الخطأ من قِبَلهم إِذا قاسوا ، وكان الصَّواب إِذا اتَّبعوا الآثار من قِبَل عَلِيّ عليه السلام »(2). 24ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «كُلُّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل»(3). 25ـ بيان الإِمام الصادق عليه السلام: «... فكُلّ علمٍ خرج إِلى أَهل السَّماوات والأَرض فمنَّا وعنَّا ...»(4). ودلالته ـ كدلالة سوابقه ـ قد اِتَّضحت ؛ فإِنَّه بعدما كانت طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلٰهيَّة ، منها: اسم : (العليم ، واللَّطيف ، والنَّافع ، والنُّور ، والهادي ، والرشيد) ، وكانوا صلوات اللَّـه عليهم هم الرباط الإِلٰهي الأَدنىٰ ، والسبب الحصري الفارد بين الساحة الإِلٰهيَّة المُقدَّسة وجملة العوالم وكافَّة المخلوقات ، ووسائط الفيض الإِلٰهي لطرِّ العوالم وسائر المخلوقات من بداية الخلقة والوجود إِلى ما لا نهاية له كانوا صلوات الله عليهم مُحيطين بجملة العلوم والمعارف الحقَّة الصَّادرة من الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، ولا يشذُّ عنهم شيء ، ومن ثَمَّ كُلّ ما حوته وتحويه كافَّة المخلوقات ـ منها : طبقات حقائقهم صلوات اللَّـه عليهم المتوسطة والنَّازلة، وطبقات حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة (الرُّوح الأَمري) ، وهو مخلوق مهول وعظيم جِدّاً ، وطبقات حقيقة جبرئيل عليه السلام ـ وفي كُلِّ العوالم والنَّشَآت ، من بداية الخلقة والوجود إِلى مالا نهاية له من علوم ومعارف وعقائد حقَّة لا يكون إِلَّا ببركة ضخّ طبقات حقائقهم صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة لتلك العلوم والمعارف والعقائد. وإِلَّا ـ أَي : ما حوته المخلوقات من غير طريق وصراط أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ـ فزيغ وجهل وضلال وغواية وانحراف ليس إِلَّا ، فالتفت واغتنم تربت يداك. وعلى طرز هذه البيانات الوحيانيَّة وردت بيانات وحيانيَّة وافرة وباهرة أُخرىٰ ، منها : أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «أَنَا مدينة العلم ، وَعَلِيّ بابها ، وهل تُدخل المدينة إِلَّا من بابها...»(5). ثانياً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «أَنا مدينة الفقه ، وعَلِيّ بابها»(6). ثالثاً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «أَنا مدينة الحكمة ، وَعَلِيّ بابها ، فَمَنْ أَراد الحكمة فليأت الباب»(7). رابعاً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً ، مُخاطباً أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «... يا عَلِيّ ، أَنتَ بابي الَّذي أُوتىٰ منه ، وأَنا باب اللَّـه ، فَمَنْ أَتَاني من سواكَ لم يصل ، وَمَنْ أَتىٰ سواي لم يصل...»(8). خامساً : بيانه صلى الله عليه واله مخاطباً أَمير المؤمنين صلوات الله عليه أَيضاً : «... ياعَلِيّ ، ما عُرف اللَّـه إِلَّا بي ثُمَّ بكَ ...»(9). سادساً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «... ولولانا ما عُرف اللَّـه ، وأيم اللَّـه، لولا وصيَّة سبقت وعهد أُخذ علينا لقلتُ قولاً يعجب منه أَو يذهل منه الأَوَّلون والآخرون»(10). وكُلُّ هذه بيانات معارف إِلٰهيَّة دينيَّة ـ وليست شرعيَّة مختصَّة بالثقلين وبهذه النشأة الأَرضيَّة ـ كحال دين الإِسلام وسائر معارفه وعقائده شاملة لجملة العوالم وكافَّة المخلوقات من بداية الخلقة إِلى مالا نهاية له، فالتفت ، واغتنم. 26ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن أَبي بكر الحضرمي ، قال : «قال لي أَبو عبداللَّـه عليه السلام : ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 2 : 95/ح35. (2) بحار الأَنوار ، 2 : 95/ح36. (3) مختصر البصائر : 198/ح179 ـ 20. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 24/ح41. (5) بحار الأَنوار ، 10 : 120/ح1. التوحيد : 319 ـ 323. الأمالي : 205 ـ 208/ المجلس : (الخامس والخمسون). (6) إحقاق الحقّ ، 5 : 505. تذكرة الخوص : 26. كتاب الغدير ، 6 : 81. (7) بحار الأَنوار ، 23 : 126/ح53 (مع اختلاف يسير). أَمالي الصدوق : 162. إِكمال الدين: 140. أَمالي الطوسي ، 2 : 51/ح24 ـ 1055. (8) بحار الأَنوار ، 40 : 204/ح10. تفسير فرات : 12. (9) بحار الأَنوار ، 22 : 148/ح141. كتاب سليم : 215 ـ 216. (10) بحار الأَنوار ، 25 : 4ـ5/ح7. المحتضر : 129