الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف ألهية (19)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف ألهية (19)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

03/02/2024


الدرس : (19)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، ووصل بنا البحث في الدرس (11 ) الى المُقدِّمة الثالثة ، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وقد تقدمت بيانات و ادلة هذه المُقدِّمة ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى العنوان التالي : ومن كُلِّ ما تقدم تتَّضح : كثير من بيانات الوحي ، وصل الكلام بنا الى البيان الثلاثون : 30ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... أَمَا واللَّـه ، لو علموا كيف كان أَصل الخلق ما اختلف إِثنان»(1). 31ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... أَما لو علموا كيف كان بدؤ الخلق وأَصله لَـمَا اختلف إِثنان»(2). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة لَـمَّا كانت أَوَّل الموجودات أُشتقَّت وتجلَّت منها كافَّة العوالم وجميع المخلوقات ، ومن ثَمَّ لو اطَّلعت المخلوقات على أَصل خلقتها لَـمَا حصل فيما بينها الإِختلاف ، وكانت بجملتها مُحبَّة وموالية لأَصلها ومنبعها : أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي الإِلٰهي الأُخرىٰ ، منها : أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله مُخاطباً أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «... يا عَلِيّ ... أَنا وأَنتَ أَبوا هذه الأُمَّة ، فلعن اللَّـه من عقَّنا...»(3). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّ معنىٰ الأَب : كُلُّ مَنْ كان سبباً في إِيجاد الشيء وإِصلاحه وظهوره ، وإِظهاره من ظلمات العدم إِلى نور الوجود. بعد الإِلتفات : أَنَّ عنوان : (أُمَّة مُـحَمَّد صلى الله عليه واله) ، المُشار إِليها في بيانه صلى الله عليه واله: «أَبَوا هذه الأُمَّة» شامل لجملة العوالم وكافَّة المخلوقات ؛ من بداية الخلقة إلى مالا نهاية له ؛ لأَنَّها : (أُمَّة الإِسلام) ، وهو شامل لجملة ذلك من بداية الخلقة إِلى مالا نهاية له. فالتفت. ثانياً : بيانه صلى الله عليه واله ، عن جابر بن عبداللَّـه الأَنصاري ، قال : «قلتُ لرسول اللَّـه صلى الله عليه واله : أَوَّل شيء خلق اللَّـه تعالىٰ ما هو؟ فقال : نور نبيِّك يا جابر ، خلقه اللَّـه ثُمَّ خلق منه كُلّ خير ، ثُمَّ أَقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء اللَّـه ، ثُمَّ جعله أَقساماً : فخلق العرش من قسمٍ ، والكرسي من قسمٍ ، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم ، وأَقام القسم الرابع في مقام الحبّ ما شآء اللَّـه ، ثُمَّ جعله أَقساماً : فخلق القلم من قسمٍ ، واللوح من قسمٍ ، والجنَّة من قسمٍ ، وأَقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شآء اللَّـه ، ثُمَّ جعله أَجزاءً : فخلق الملائكة من جزء ، والشَّمس من جزءٍ ، والقمر والكواكب من جزءٍ ، وأَقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شآء اللَّـه ، ثُمَّ جعله أجزاءً : فخلق العقل من جزءٍ ، والعلم والحلم من جزءٍ ، والعصمة والتوفيق من جزءٍ ، وأَقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شآء اللَّـه ، ثُمَّ نظر إِليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة أَلف وأَربعة وعشرون أَلف قطرة ؛ فخلق اللَّـه من كُلِّ قطرة روح نبيّ ورسول ، ثُمَّ تنفَّست أَرواح الأَنبياء فخلق اللَّـه من أَنفاسها أَرواح الأَولياء والشهداء والصالحين»(4). ثالثاً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «... خلقنا اللَّـه نحن حيث لا سماء مبنيَّة ، ولا أَرض مدحيَّة ، ولا عرش ، ولا جنَّة ولا نار ، وكنَّا نُسبِّحه حين لا تسبيح ، ونقدِّسه حين لا تقديس ، فلَمَّا أَراد اللَّـه بدء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش ، فنور العرش من نوري ، ونوري من نور اللَّـه ... ثُمَّ فتق نور ابن أَبي طالب فخلق منه الملائكة ... وفتق نور ابنتي فاطمة منه فخلق السَّماوات والأَرض ... ثُمَّ فتق نور الحسن فخلق منه الشَّمس والقمر ... ثُمَّ فتق نور الحسين فخلق منه الجنَّة والحور العين ...»(5). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة أَيضاً. 32ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن المفضّل بن عمر ، قال : «... فقلتُ له : يابن رسول اللَّـه ، فَعَلِيّ بن أبي طالب عليه السلام يُدخل مُحبّه الجنَّة ومبغضه النَّار أَو... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه ، 2 : 132/ح23. (2) بحار الأَنوار ، 2 : 135/ح34. (3) المصدر نفسه ، 36 : 5ـ 6/ح4. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 21ـ22/ح37. رياض الجنان : (مخطوط). (5) بحار الأَنوار: 6/ح30