معارف ألهية (21)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ
07/02/2024
الدرس : (21)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، وعن المُقدِّمة الثالثة في الدرس (11 ـ 20 )، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى المُقدِّمة الرابعة : /المُقدِّمة الرابعة :/ /حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة فوق الصفات والأَسماء الحسنى/ إِنَّ الصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ المعروفة لدينا وإِنْ ثبت في المُقدِّمة الثالثة : أَنَّها طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة بالبيان ؛ المُتقدِّم وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) في المسائل والأَبحاث التالية ، لكنَّها ليست رأس هرم طبقات حقائقهم صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة ، بل رأس هرم طبقات حقائقهم عليهم السلام الصَّاعدة وراء وفوق ذلك. كحال حقيقة سائر البشر ؛ فإِنَّها لا تكمن في النَّفس ، ولا في طبقات الرُّوح ؛ فلا تكمن في طبقة العقل ، ولا في طبقة القلب ، ولا في طبقة السرِّ ، ولا في طبقة الخفي ، ولا في طبقة الأَخفىٰ ، وإِنَّما وراء وفوق ذلك ، ومهيمنة عليها هيمنة اللطيف على الأَغلظ. وللتوضيح أَكثر : لاحظ المُقدَّمتين التاليتين : الأُولَىٰ : أَنَّه تقدَّم في المُقدِّمة الأُولى بيان لضرورة دينيَّة وشرعيَّة ، وعند كافَّة الفرق الإِسلاميَّة ، بل وبيانات وحيانيَّة بالغة فوق التواتر اللفظي والعقلي والوحياني : أَنَّ رأس هرم جملة المخلوقات وأَوَّلها وأَشرفها وأَكملها وأَقربها على الإِطلاق لِلْذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة : طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة. الثَّانية : تقدَّم أَيضاً في المُقدَّمة الثانية: ذكر بيان للإِمام الصَّادق عليه السلام المُصرِّح بـ : أَنَّ وراء وفوق أُسس وأُصول وأَركان الأَسماء الإِلٰهيَّة الأَربعة ـ وهي : (هو ـ وهو الاسم المكنون المخزون ـ ، واللَّـه ، وتبارك ، وسبحانه ـ خ. ل : تعالىٰ ـ) : ـ حقيقةً مخفيَّةً ، مهولةً وخطيرةً جِدّاً ، وإِسماً إِلٰهيّاً مخفيّاً : «بالحروف غَيْرَ منعوتٍ ، وباللَّفظ غَيْرَ مُنْطَقٍ ، وبالشَّخص غَيْرَ مُجَسَّدٍ ، وبالتَّشبيه غَيْرَ موصوفٍ ، وباللَّون غَيْرَ مصبوغٍ، منفي عنه الأَقطار، مُبَعَّدٌ عنه الحُدُودُ ، مَحْجُوبٌ عنه حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ ، مُسْتَتِرٌ غَيْرَ مَسْتُورٍ». والنتيجة : أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة لا تنتهي بالصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ المعروفة ، والمُصرَّح بها في بيانات الوحي. بل إِنَّه صلوات اللَّـه عليه لم يذكر في بيانه الشَّريف هذا : أَنَّ ذلك الاسم الإِلٰهي المخفي هو أَوَّل المخلوقات ورأس هرمها ، وأَبقىٰ صلوات اللَّـه عليه الباب مفتوحاً لمخلوقات مكرَّمة ـ (طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة) ـ وراء ذلك الإِسم الإِلٰهي المخفي ، بل ووراء جملة المخلوقات وفوقها ومُهَيْمِنَة عليها ، أَرفع شأناً ، وأَعلىٰ مقاماً . ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار