الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف ألهية(2 2)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف ألهية(2 2)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

07/02/2024


الدرس : (22)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس ( 9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، وعن المُقدِّمة الثالثة في الدرس (11 ـ 20 )، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وعن المُقدِّمة الرابعة في الدرس (21 )، وكانت تحت عنوان : (حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة فوق الصفات والأَسماء الحسنى ) ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى المُقدِّمة الخامسة : /المُقدِّمة الخامسة :/ /تجلِّي الصفات والأَسمآء الإِلهيَّة في حقائق أَهل البيت عليهم السلام/ ثُمَّ إِنَّه لَـمَّا كانت طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة هي : الصفات والأَسمآء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ ـ فعليَّة كانت تلك الصفات والأَسمآء أَم ذاتيَّة ـ ، بل فوقها ، وخلصت من شائبة الأَنا والمخلوقيَّة ، وصارت تجلِّيات وظهورات للذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقَدَّسة اَنعكست وظهرت وتجلَّت فيها كافَّة : صفات وأَسمآء وكمالات وشؤون الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً. نظيره: أَوَّلاً : ما مرَّ في مثال (المرآة شديدة الصقل والصفاء والاِنْعِكَاس) ؛ والفانية في حكاية ذيها ، فلا تري نفسها ، بل محكيِّها ، ومن ثَمَّ تأخذ صورتها جميع صفات محكيِّها ـ إِلَّا ما خرج موضوعاً وتخصُّصاً ـ ، لكنَّه بالتَّبع وإِفاضة منه. ثانياً : ما مرَّ أَيضاً في مثال (الصَّرح) الوارد في قضيَّة بلقيس الواردة في بيان قوله تعالى :[ قيل لها ادخلي الصرح فلما راته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال انه صرح ممرد من قوارير قالت رب اني ظلمت نفس واسلمت مع سليمان لله رب العالمين ] (1) ؛ فإِنَّه لشدَّة صفائه ، وتمرُّد ذاته ، وفنائها في حكاية ذيه لم يُرِ نفسه ، بل محكيَّه : (اللُّجَّة ـ الماء الغزيرـ) ، وانعكست فيه جميع صفاتها وأَسمائها وكمالاتها وشؤونها وأَحوالها ، فحسبته ماءً غزيراً فكشفت عن ساقيها لتتخطَّاه ، ولَـمَّا أُخبرت بالواقع ؛ وأَنَّه : (صرح مُـمرَّد) ؛ فُنيت وتمرَّدت ذاته في حكاية ذيه ، ولم يُرِ نفسه ، بل محكيَّه آمنت بما جاء به النَّبيّ سليمان عليه السلام من دون مهلة ونظر وتردُّد؛ لإِلتقاطها إِشارة معرفيَّة لمعنىٰ تجلِّيات وظهورات الذات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة في المخلوقات المُكرَّمة. وهذا ما يوضِّح : نكتة وفلسفة إِسناد الباري ـ المُسمَّىٰ ـ (تعالىٰ ذكره) لإِسمين وصفتين من أَسمائه وصفاته المُقدَّسة في كتابه الكريم ، وهما : (ذو الجلال) و(ذو الإِكرام) ، فتارة أَسندهما إِلى ذاته المُقدَّسة. فانظر : بيانه جلَّ قوله : [تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ](2)فإِنَّ (تبارك) فعل ماضي ، و(إسمُ) فاعل ، و(ربِّك) مضاف إِليه مجرور بالكسرة ، و(ذي) صفة ربّك فأخذت حكم الموصوف وهو (الرَّبّ) فجُرَّت بـ : (الياء) ؛ لأَنَّها من الأَسماء الخمسة ، و (الجلال) مضاف إِليه ، و(الإِكرام) معطوف على الجلال. إِذنْ : صفة واسم (ذي الجلال) و(الإِكرام) أسندهما الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ (جلَّ ذكره) في المقام إِلى ذاته المُقدَّسة. وتارة أُخرىٰ أسندهما إِلى (وجه الرَّبِّ) ، وهو أَحد المخلوقات المُكرَّمة؛ وطبقة من طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة في عَالَم السرمد والأَزل؛ عَالَم الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة ، وهو(3) أَحد المرادفات الإِلٰهيَّة العقليَّة للإسم الإِلٰهي والصفة الإِلٰهيَّة . وحينئذٍ يَصحُّ إِسنادهما(4) إِلى الاسم الإِلٰهي والصفة الإِلٰهيَّة أَيضاً من دون حزازة ولا شائبة إِشكال. فلاحظ: بيان قوله علا ذكره : [وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ](5). فإِنَّ (يبقىٰ) فعل مضارع ، و(وجهُ) فاعل مرفوع بالضمة ، و(ربِّكَ) مضاف إِليه مجرور بالكسرة ، و(ذو) صفة وجه ، فأخذت حكمه فرفعت بـ (الواو) ؛ لأَنَّها ـ كما تقدَّم ـ من الأَسماء الخمسة ، و(الجلال) مضاف إِليه ، و(الإِكرام) معطوف على الجلال. وإِلى كلِّ هذا تُشير بيانات الوحي الواردة في حقِّ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة ، منها : البيان الأَوَّل : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : « ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1)النمل : 44 . (2)الرحمن :78 . (3) مرجع الضمير : (وجه الرَّبّ). (4) مرجع الضمير : (اسم وصفة : (ذو الجلال) و(ذو الإِكرام)). (5) الرحمٰن : 27