الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف ألهية (23)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف ألهية (23)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

07/02/2024


الدرس : (23)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ »، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، وعن المُقدِّمة الثالثة في الدرس (11 ـ 20 )، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وعن المُقدِّمة الرابعة في الدرس (21 )، وكانت تحت عنوان : ( حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة فوق الصفات والأَسماء الحسنى ) ، ووصلنا في الدرس (22 )الى المُقدِّمة الخامسة ، وكانت تحت عنوان : (تجلِّي الصفات والأَسمآء الإِلهيَّة في حقائق أَهل البيت عليهم السلام ) ، ووصل الكلام بنا ( بحمد الله تعالى ) في هذه المُقدِّمة الى البحث التالي : وإِلى كلِّ ما تقدم تُشير بيانات الوحي الواردة في حقِّ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة ، منها : البيان الأَوَّل : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه(1) : «... لا تجعلونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لا تبلغون كُنْه ما فينا ولا نهايته ؛ فإِنَّ اللَّـه (عزَّوجلَّ) قد أَعطانا أَكبر وأَعظم مِـمَّا يصفه واصفكم ، أَو يخطر على قلب أَحدكم ، فإِذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون... لا تسمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله اللَّـه لنا ولا معشار العشر...»(2). ودلالته قد اتَّضحت ؛ فإِنَّ جملة صفات الذات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة وأَسمآئه وكمالاته وفضائله وشؤونه (تقدَّس ذكره) قد انعكست وظهرت وتجلَّت في طبقات حقائقهم صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة ، منها : (صفة عدم التناهي) ، ومن ثَمَّ كيف يُحيط المتناهي بكُنْه غير المتناهي ، وبكُنْه صفاته وأَسمآئه وكمالاته وأَفعاله وفضائله وشؤونه غير المتناهية. وهذا ما يُشير إِليه صلوات اللَّـه عليه بقوله : «وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله اللَّـه لنا ولا معشار العشر»؛ فإِنَّ (لن) تفيد التأبيد في كافة النَّشَآت والعوالم ؛ منها : عَالَم الآخرة الأَبديَّة وما فوقه ، كما هو واضح. بل وتُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان الإِمام الحسن المجتبىٰ عليه السلام : «... أَيُّها النَّاس إِنِّي لو قمتُ حولاً فحولاً أذكر الَّذي أعطانا الله (عزَّوجلَّ) وخصَّنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيِّه صلى الله عليه واله لم أُحصه ...»(3). وبيان الإِمام الكاظم عليه السلام : «... لا تعجب ، فما خفي عليك من أَمر الإِمام أَعجب وأَكثر ، وما هذا من الإِمام في علمه إِلَّا كطيرٍ أَخَذَ بمنقاره من البحر قطرة من ماء ، أَفَتَرىٰ الَّذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئاَ؟ قال : فإِنَّ الإِمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أَكثر من ذلك ، والطَّير حين أَخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئاً ...»(4). والنكتة : واضحةً أَيضاً ؛ فإِنَّ المخلوق مهما علا شأوه وشأن كُنْهه يبقىٰ متناهي على مَرِّ النَّشَآت والعوالم ، فكيف يُحيط بكُنْه وحقيقة غير المتناهي ، وبكُنْه وحقيقة صفاته وأَسمآئه وأَفعاله وكمالاته وفضائله وشؤونه. وإِلَّا لانقلبت ماهيَّة غير المتناهي وصارت متناهية ، وبطلان ، بل واستحالة انقلاب الماهيَّة من الواضحات ، بل وخلف الفرض. وهذا ما قرَّره أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم في قاعدة معرفيَّة ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يجدر الالتفات : أَنَّ هذا البيان الشريف مستفيض ، بل متواتر عن أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ؛ فإِنَّ الثابت بالإِستقراء الناقص أَنَّه وارد عنهم عليهم السلام بإِثني عشر طريقا. وإِذا ضُمّ إِلى مرادفاته العقليَّة ـ منها : ما سيأتي (إِنْ شآء اللَّـه تعالىٰ) في الدليل والبيان الثاني والثالث ـ يصبح سنده فوق المتواتر. (2) بحار الأَنوار ، 26 : 1ـ7/ح1. (3) المصدر نفسه ، 10 : 142. (4) بحار الأَنوار ، 26 : 190 ـ 191/ح2. قرب الإِسناد : 144