الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف ألهية(26)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف ألهية(26)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

10/02/2024


الدرس : (26)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ »، ومر أَنَّه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، وعن المُقدِّمة الثالثة في الدرس (11 ـ 20 )، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وعن المُقدِّمة الرابعة في الدرس (21 )، وكانت تحت عنوان : ( حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة فوق الصفات والأَسماء الحسنى ) ، ووصلنا في الدرس (22 )الى المُقدِّمة الخامسة ، وكانت تحت عنوان : (تجلِّي الصفات والأَسمآء الإِلهيَّة في حقائق أَهل البيت عليهم السلام ) ، والى ما تقدم من بحث في هذه المقدمة تشير كثير من بيانات الوحي ، سنذكر(إِنْ شآء الله تعالىٰ) ثلاثة منها ، لازال البحث في البيان الاول ، وهو بيان امير المؤمنين عليه السلام : « ...لا تجعلونا اربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فانكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته ... » ودلالته قد اتضحت ؛ فان جملة الصفات والأَسمآء الإِلٰهيَّة قد انعكست وظهرت وتجلت في طبقات حقائق اهل البيت عليهم السلام الصاعدة إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً ، ومن تلك الصفات والأَسمآء الإِلٰهيَّة : (عدم التناهي ) ، واستحالة احاطة المتناهي بغير المتناهي ، وهذا ما اشار اليه بيان القاعدة المعرفية المتقدمة : (أَنَّ مَنْ وصف شيئاً بكُنْه كان أَعظم من الموصوف) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى المطلب التالي : /خلط الملائكة بين الذات المُقدَّسة وحقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة/ ومن كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : نكتة حصول الخلط والإِشتباه لدىٰ جملة الملائكة عليهم السلام ـ منهم المُقرَّبين ؛ كـ : إِسرافيل وجبرئيل عليهما السلام ، مع أَنَّ الجميع معصومون ـ وعدم تمكُّنهم من التمييز بين صفات وأَسمآء وكمالات وشؤون: (الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة) ، و صفات وأَسمآء وكمالات وشؤون : (طبقات حقائق سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة) ؛ والنكتة : ما تقدَّم ؛ من أَنَّ جملة صفات وأَسمآء وكمالات وشؤون الذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة ـ إِلَّا الأُلوهيَّة ـ قد انعكست وتجلَّت وظهرت في تلك الطبقات المهولة العظيمة الخطيرة الشَّريفة إِفاضة من الذَّات المُقدَّسة. فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله: «... أَوَّل ما خلق اللَّـه عزَّوجلَّ : خلق أَرواحنا ... ثُمَّ خلق الملائكة فلمَّا شاهدوا أَرواحنا نوراً واحداً استعظموا أَمرنا فسبَّحنا ؛ لتعلم الملائكة : أَنَّا خلق مخلوقون ، وأَنَّه مُنزَّه عن صفاتنا ، فسبَّحت الملائكة بتسبيحنا ونزَّهته عن صفاتنا ، فلَمَّا شاهدوا عظم شأننا هلَّلنا؛ لتعلم الملائكة : (أَنْ لا إِلٰه إِلَّا اللَّـه) وأَنَّا عبيد ، ولسنا بآلهة يجب أَن نُعبد معه ، أَو دونه، فقالوا : (لا إِلٰه إِلَّا اللَّـه) ، فلَمَّا شاهدوا كبر محلّنا كبَّرنا ؛ لتعلم الملائكة : أَنَّ اللَّـه أَكبر من أَنْ ينال عظم المحل إِلَّا به ، فلَمَّا شاهدوا ما جعله لنا من العزَّة والقوَّة قلنا : (لا حول ولا قوَّة إِلَّا باللَّـه) ؛ لتعلم الملائكة : أَن لاحول لنا ولا قوَّة إِلَّا باللَّـه ، فلَمَّا شاهدوا ما أَنعم اللَّـه به علينا وأَوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا : (الحمد للَّـه) ؛ لتعلم الملائكة : ما يحقُّ للَّـه تعالىٰ ذكره علينا من الحمد على نعمته فقالت الملائكة : (الحمد للَّـه) ، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد اللَّـه وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده ...»(1). 2ـ بيان حديث المعراج ، عن الإِمام الصادق عليه السلام : «... إِنَّ اللَّـه (العزيز الجبَّار) عرج بنَبيِّه إِلى سبعاً ... ثُمَّ عرج به إِلى السمآء الدُّنيا فنفرت الملائكة إِلى أَطراف السمآء ثُمَّ خرَّت سُجَّداً فقالت : (سبوح قدوس ربّنا وربّ الملائكة والروح) ، ما أَشبه هذا النُّور بنور ربّنا. فقال جبرئيل عليه السلام : (اللَّـه أكبر ، اللَّـه أكبر). فسكتت الملائكة ، وفتحت أَبواب السَّماء ، واجتمعت الملائكة ثُمَّ جاءت فسلَّمت على النَّبيّ صلى الله عليه واله أَفواجاَ ... ثُمَّ عرج به إِلى السمآء الثانية ، فلَمَّا قرب من باب السمآء تنافرت الملائكة إِلى أَطراف السَّمآء وخرَّت سجَّداً وقالت: (سبُّوح قدوس ربّ الملائكة والرُّوح ، ما أَشبه هذا النور بنور ربّنا). فقال جبرئيل عليه السلام : (أَشهد أَنْ لا إِلٰه إِلَّا اللَّـه ...) فاجتمعت الملائكة وفتحت أَبواب السمآء ، وقالت : يا جبرئيل ، مَنْ هذا معك ؟ فقال : هذا محمَّد صلى الله عليه واله ... قال : رسول صلى الله عليه واله : ... ثُمَّ عُرج بي إِلى السَّماء الثالثة فنفرت الملائكة إِلى أَطراف السَّمآء ، وخرَّت سجَّداً ... ثُمَّ عُرج بي إِلى السَّمآء الرابعة...»(2). 3ـ بيان حديث المعراج ، عن الإِمام الصادق عليه السلام أَيضاً : «... إِنَّ رسول اللَّـه صلى الله عليه واله كان نائماً في ظلِّ الكعبة ، فأَتاه جبرئيل عليه السلام ... فأيقظه ... ثُمَّ صعد به حتَّىٰ انتهىٰ إِلى أَبواب السَّمآء ، فلمَّا رأته الملائكة نفرت عن أَبواب السَّمآء وقالت : (إِلٰهين ؛ إِلٰه في الأَرض وإِلٰه في السَّمآء ، فأمر اللَّـه جبرئيل فقال : (اللَّـه أَكبر...) ، فتراجعت الملائكة نحو أَبواب السَّمآء وعلمت أَنَّه مخلوق ؛ ففتحت الباب ، فدخل رسول اللَّـه صلى الله عليه واله حتَّىٰ انتهىٰ إلى السَّمآء الثانية ، فنفرت الملائكة عن أَبواب السَّمآء فقالت : (إِلٰهين ؛ إِلٰه في الأَرض ، وإِلٰه في السَّمآء) فقال جبرئيل : (أَشهد أَنْ لا إِلٰه إِلَّا اللَّـه ...) فتراجعت الملائكة وعلمت أَنَّه مخلوق ثُمَّ فُتح الباب فدخل عليه السلام ...»(3). ودلالة الجميع قد اتَّضحت ، ولا غبار عليها ، فتأمَّل جيِّداً. /خلوّ المقام وهذه الأَبحاث من شائبة الغلو/ /لا شائبة ولا شبهة غلو في مقامات ُأَهل البيت عليهم السلام / ولخطورة هذه الأَبحاث المعرفيَّة والتَّوحيديَّة نُعيد ما ذكرناه سلفاً بشيءٍ من التَّفصيل ، فنقول : ثُمَّ إِعلم أَنَّه ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 18 : 345 ـ 347/ح56. علل الشرائع : 13 ـ 14. عيون أَخبار الرضا عليه السلام : 144ـ 146. (2) بحار الأَنوار ، 79 : 237 ـ 242/ح1. علل الشرائع ، 2 : 2ـ6. الكافي ، 3 : 482 ـ 486. (3) تفسير العيَّاشي ، 1 / رقم : (531) : 177 ـ 178