الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (519) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (519) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

21/06/2025


الدَّرْسُ (519) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (153)/ / ترابط تكويني وثيق بين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والقران الكريم/ إِنَّ ما ورد في بيان ومعادلة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الوحيانيَّة والمتواترة بين الفريقين : « يا أَيُّها النَّاس إِنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي؛ أَهل بيتي فتمسَّكوا بهما ولا تضلُّوا، فإِنَّ اللَّطيف الخبير أَخبرني وعهد إِلَيَّ أَنَّهما لن يفترقا حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض »(1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ عدم تمكُّن السالك لجادَّة الحقّ الأَخذ بأَحد الثقلين وترك الآخر . / معنى كلمة (حَتَّى) الواردة في أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة / ثُمَّ إِنَّه يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام : أَنَّ المراد من كلمة (حتَّى) الواردة في بيانات الوحي وأَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، كبيان قوله تقدَّس ذكره : [لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ](2) ، وبيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في خطبة الوداع : « إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي ، و إنهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض ... »(3) ، وبيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « عَلِيٌّ مع القرآن ، والقرآن مع عَلِيٌّ ، ولن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض »(4) ليست الغاية والنهاية ، بل الوصول والاستمرار ، وهذا المعنىٰ يتمُّ في بيان قوله تعالىٰ : [وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ](5) وإِن فُسِّر اليقين بالموت. وإِلى كُلِّ ما تقدَّم أَشارت بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن سعد الإِسكاف ، قال : « سأَلتُ أَبا جعفر عليه السلام عن قول النَّبيّ صلى الله عليه واله : إِنِّي تارك فيكم الثقلين فتمسَّكوا بهما فإِنَّهما لن يفترقا (يتفرَّقا خ. ل) حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض . قال : فقال أَبو جعفر عليه السلام : لا يزال كتاب الله والدَّليل مِنَّا يدلُّ عليه حتَّىٰ يردا علىٰ الحوض »(6). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : « مضیٰ رسول الله صلى الله عليه واله وَخَلَّفَ في أُمَّته : كتاب الله ووصيّه عَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام أَمير المؤمنين ، وإِمام المُتَّقين ، وحبل الله المتين ، وعروته الوثقىٰ الَّتي لا انفصام لها ، وعهده المُؤكَّد ، صاحبان مُؤتلفان ، يشهد كُلُّ واحدٍ لصاحبه بالتَّصديق ، ينطق الإِمام عن الله عَزَّ وَجَلَّ في الكتاب بما أَوجب الله فيه على العباد من طاعة الإِمام وولايته ، وأَوجب حقَّه الَّذي أَراه الله عَزَّ وَجَلَّ من استكمال دينه وإِظهار أَمره والاحتجاج بحُجَجَه (خ. ل: بحُجَّته) والاستضاء بنوره في معادن أَهل صفوته ومصطفىٰ أَهل خيرته . فأَوضح الله بأَئِمَّة الهدىٰ من أَهل بيت نبيّنا عن دينه ، وأَبلج بهم عن سبيل مناهجه ، وميَّح (خ. ل : فتح) بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمَنْ عرف من أُمَّة مُحمَّد صلى الله عليه واله واجب حقّ إِمامه وجد طعم حلاوة إِيمانه ، وعلم فضل طلاوة (خ.ل: طلاقة) إِسلامه ؛ لأَنَّ الله (خ. ل: ورسوله) نصب الإِمام عَلَماً لخلقه ، وحُجَّة علىٰ أَهل عَالمَه ، أَلبسه الله تاج الوقار ، وغَشَّاه من نور الجبَّار ، يمدُّ بسبب إِلى السماء لا ينقطع عنه موادّه (خ. ل: موارده)، ولا يُنال ما عند الله تبارك وتعالىٰ إِلَّا بجهة (خ. ل: بجهد) أَسباب سبيله ، ولا يقبل الله أَعمال العباد إِلَّا بمعرفته ، فهو عَالِم بما يرد عليه من ملتبسات (خ. ل: مُلْبَسات) الوحي ، ومعميَّات (خ. ل: مصيبات) السنن ، ومشتبهات (خ. ل: مشبهات) الفتن ، ولم یکن الله ليُضلّ قوماً بعد إِذ هداهم حتَّى يُبيّن لهم ما يتَّقون ، وتكون الحُجَّة من الله علىٰ العباد بالغة »(7). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج، 1: 216. (2) الشعراء: 201. (3)بحار الانوار ، 22 : 311 ـ 312 / ح 14 . أمالي ابن الشيخ : 160 . (4)بحار الانوار ، 34 : 35 . (5) الحجر: 99. (6) بصائر الدرجات، 2: 297/ح1468 ـ 6. (7) بصائر الدرجات، 2/17 ـ باب في قول رسول الله صلى الله عليه واله : إِنِّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأَهل بيتي/294/ح1464 ـ 2